الأمطار أغرقت "خيام النازحين".. المنخفض الجوي "يفاقم كارثة غزة الإنسانية"
يواجه قطاع غزة أزمة إنسانية حادة مع دخول منخفض جوي جديد، إذ تتضافر الظروف المناخية القاسية مع الانهيار شبه الكامل للبنية التحتية والمنظومة الخدمية نتيجة للعدوان الإسرائيلي.
وتسببت مياه الأمطار الغزيرة في غرق أجزاء واسعة من مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، ما أدى إلى تعطّل العمل فيه بشكل شبه كامل.
كارثة إنسانية
على صعيد متصل، حذّر جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة من تداعيات خطيرة، مُؤكدًا أن المنخفض الجوي الحالي ينذر بـ"كارثة إنسانية"، خصوصًا في ظل وضع إنساني صعب للغاية، وانهيار شبه كاملة للمنظومة الخدمية.
وفي سياق تسليط الضوء على حجم الأضرار، أشار الدفاع المدني إلى أن 90% من المخيمات تضررت من المنخفضات الجوية، والرياح القوية والأمطار الغزيرة تهدد الخيام الهشة والمباني المتضررة بالانهيار في أي لحظة، خصوصًا أن آلاف العائلات تقيم في مناطق منخفضة ومفتوحة دون وسائل حماية، ما يجعلها عُرضة للغرق والبرد القارس.
وإضافة إلى ذلك، شدد المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، على أن الأوضاع الميدانية لا تحتمل أي تصعيد في الأحوال الجوية، مُحذّرًا من أن المنخفض الحالي قد يؤدي إلى خسائر بشرية واسعة.
وما يزيد الوضع تعقيدًا تأكيد الدفاع المدني أن تدمير الاحتلال لغالبية آلياته ومعداته، إلى جانب النقص الحاد في المعدات الثقيلة والمضخات والوقود، يجعل القدرة على الاستجابة لأي طارئ محدودة للغاية.
انتشار الأمراض
وفي ضوء هذه التحديات، حذّر الدفاع المدني من انتشار الأمراض بعد انتهاء المنخفض الجوي، ما يضاعف الأزمة الصحية.
وناشد جهاز الدفاع المدني والمؤسسات البلدية، المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية بالتحرك الفوري، لتوفير الإيواء الآمن ووسائل الحماية، مشددين على أن التدخل السريع أصبح ضرورة قصوى لتجنب كارثة بشرية وشيكة.
بيوت متنقلة
وفي إطار تحذيرات الدفاع المدني، أكد رئيس اتحاد البلديات يحيى السراج، أن القطاع لم يتعافَ بعد من الأضرار السابقة، وأن المنخفض الحالي يضاعف المخاطر التي تهدد السكان والنازحين، خصوصًا في ظل الدمار الواسع في البنية التحتية، وبالفعل تسببت أمطار غزيرة، مساء أمس الاثنين، في غرق وتطاير مئات خيام النازحين غرب مدينة غزة، حيث تركزت الأضرار في المناطق المنخفضة والمكتظة.
وفي السياق ذاته، يرى رئيس بلدية دير البلح، أن القطاع بحاجة ماسة إلى حلول بديلة لحماية السكان من الظروف الجوية القاسية، خصوصًا أن البيوت الآيلة للسقوط تهدد حياة السكان، وطالب رئيس البلدية بضرورة إدخال بيوت متنقلة إلى القطاع لمواجهة المنخفضات الجوية، باعتبار أن سياسة الخيام لم تعد صالحة للحياة في ظل الظروف الجوية الحالية.


