كيف تخطف كرسيا في ميكروباص؟!

الفوز بمقعد فى "الميكروباص" الأبيض، اللي بيقولوا إن حمولته 14 راكبا، هو عمل بطولي، "يستاهل" الحصول على الميدالية الذهبية في اختراق الضاحية، والفضية فى تخطى الحواجز، والبرونزية فى الوثب العالى، فالسائق أو الركاب لا يعترفون بالحمولة المسموح بها في قانون المرور، من بروز (ركاب طالعين م الشباك)، والارتفاعات (راكب واقف ع الإكصدام الوراني).
لازم تُدرك أن "الكرسى" غنيمة حرب، فمطاردة الميكروباص هي معركة حربية، يفوز فيها الأقوى، لكن قبل خوض المعركة، لا بد من التخطيط لها بعناية، لتضمن تحقيق الفوز، وده يبدأ باختيار مكان الوقوف، وعادة يكون فى الصفوف الأمامية، بزاوية جسم "45 درجة"، ﻷخذ وضع الاستعداد دائما، فأى تغيير فى زاوية الوقوف ربما يكلفك خسارة فرصة اقتناص الكرسي.
التأهب والترقب لأى "ميكروباص" جاى من بعيد، هى الخطوة التالية، ومن هنا تبدأ المعركة الحقيقية، التي يمكن فيها استخدام كل الأسلحة، المشروع منها، وغير المشروع، يعني اتخاذ زاوية الـ45 درجة "تزيد حبتين"، مع ثنى الذراعين، وتصدير الكوع، لدفع المنافسين إلى الخلف، حتى قبل أن يصل الميكروباص.
وعايز تتعلم أفضل طريقة لاستخدام الكوعين، المسألة بسيطة، تفرج على حركات أجنحة طائر "البطريق" في قناة ناشيونال جيوجرافيك، وتابع، ودرب نفسك عليها يوميا، وقبل ما تنزل قف أمام المراية، وقل لنفسك 5 مرات "أنا بطريق.. وحقعد طول الطريق".
زي ما "هتزق" الناس، أنت كمان "هتتزق"، ودي ضريبة الفوز بالكرسي، هتاخد خبطة كده، ورجليك "تتهرس"، لكن أصبر على جروحك، فالجندي في الحرب لا يلتفت إليها إلا بعد الفوز بالـ"كرسي"، وده معناه أنك لازم تبعد عن أي مصادر لـ"التشتيت"، فمهما سمعت من صراخ المنافسين "لا تأخذنك بهم شفقة ولا رحمة"، مهما عانيت من روائح الغرق، فدى حرب، وكل حرب ليها ضحايا، وأوعى تقول لنفسك "الجندى الشجاع مش بيسيب جريح وراه"، ده كلام "عجوة"، وهيخسرك الكثير من المكتسبات، اللي أخدتها بالزق.
وخد بالك، لو حظك وحش، ممكن الميكروباص اللى وصل ميكونش ناوى يحمل، للمكان اللى أنت عاوزه، أو مش هيحمل خالص، وتضيع مجهوداتك هباء، لكن برضه أوعى تيأس، وهنا تظهر الخطة "ب"، والمعروفة تكتيكيا بـ"أجرى يا مجدى"، بس مش مجرد جرى عادى، زى جرى العشاق "تحت المطر"، ده ماراثون.
وأخيرا، لو نجحت فى صعود الميكروباص، لكن بعد 14 راكبا آخر سبقوك إليه، سيكون عليك اللجوء إلى الخطة "ج"، وهي الإيمان بأن الحياة قسمة ونصيب، حتى في كراسي الميكروباص، واستحمل الوقفة بطريقة "الركوع"، وحاسب نفسك طول الطريق دون رحمة، عشان تعرف مواطن القوة والضعف في خططك، استعدادا للمعركة المقبلة، التى يمكن أن تأتى فى أى لحظة، فربما تفيدك مراجعة النفس فى "اصطياد الكرسى" فى المرة المقبلة.

التعليقات