بعد عام كامل.. الحياة تعود لجنوب لبنان "رغم تحذيرات الاحتلال"

مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ، عادت الحياة إلى جنوب لبنان بعد ما يزيد على عام كامل من المواجهات العسكرية التي حصدت أرواح آلاف الشهداء، حيث بدأت صفوف من السيارات التي تقل نازحين فروا من جنوب لبنان بسبب القصف الإسرائيلي خلال الأشهر القليلة الماضية، في التوجه جنوبًا في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء.

وتدفقت عشرات السيارات التي غادرت مدينة صيدا الساحلية جنوبي بيروت في حوالي الساعة الرابعة صباحًا بالتوقيت المحلي متجهة إلى جنوب لبنان.

وانتشرت لقطات لحركة سيارات كثيفة على الطرقات باتجاه جنوب لبنان وتظهر بدء عودة أهالي جنوب لبنان والبقاع إلى بلداتهم وقراهم مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وسادت حالة من الهدوء في العاصمة اللبنانية بيروت، مع اللحظات الأولى من بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.

وعكَّرت عدائية جيش الاحتلال الإسرائيلي، صفو فرحة المواطنين العائدين إلى ديارهم، إذ طالب سكان جنوب لبنان، اليوم الأربعاء، بعدم التحرك صوب القرى المُخلاة، حسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية.

ووفقًا لهيئة الإذاعة الإسرائيلية، قال جيش الاحتلال إنه سيخطر سكان جنوب لبنان بالموعد الآمن لعودتهم إلى منازلهم.

ونقلت الهيئة عن جيش الاحتلال، قوله إنه "سيظل منتشرًا في مواقعه داخل جنوب لبنان طبقًا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار".

وجاء في بيان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي على قناته في "تليجرام": "إنذار عاجل إلى سكان جنوب لبنان، ‏مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وبناء على بنوده يبقى الجيش الإسرائيلي منتشرا في مواقعه داخل جنوب لبنان".

وأضاف: ‏"يحظر عليكم التوجه نحو القرى التي طالب الجيش الإسرائيلي بإخلائها أو باتجاه قواته في المنطقة".

وشهدت الساعات القليلة قبيل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، قصفًا إسرائيليًا مكثفًا على جنوب لبنان أو الضاحية الجنوبية، حيث نفذ جيش الاحتلال غارتين استهدفتا الليلكي والشويفات والعمروسية في بيروت، وقصف طيران الاحتلال منطقة صور بجنوب لبنان، مستهدفًا المبنيين اللذين هدد العدو بقصفهما في مجمع الأحلام عند المدخل، إلى جانب تنفيذه غارة على مجرى نهر الليطاني خارج بلدة بلاط.

وتضمن الاتفاق العديد من البنود تمثل أبرزها في أن إسرائيل لن تقوم بأي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان.

وأن القوات الأمنية والعسكرية الرسمية في لبنان ستكون الجماعات المسلحة الوحيدة المرخص لها بحمل الأسلحة أو تشغيل القوات في جنوب لبنان.

كذلك شمل الاتفاق أنه سيتم تشكيل لجنة تكون مقبولة لدى الطرفين، تعمل على مراقبة ومساعدة ضمان تنفيذ الالتزامات، على أن تبلغ لبنان وإسرائيل كلا من اللجنة واليونيفيل عن أي انتهاك محتمل لالتزاماتهما.

وجاء وقف إطلاق النار في لبنان، بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود، بين حزب الله وجيش الاحتلال، إذ فتح حزب الله جبهة "إسناد" لقطاع غزة غداة اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة السابع أكتوبر 2023.

وفي وقت سابق، أعلن بايدن، أن القوات اللبنانية ستستعيد السيطرة الكاملة على أراضي البلاد في غضون 60 يومًا، وذلك بموجب الاتفاق، الذي ينص على سحب قوات الاحتلال الإسرائيلية، والسماح للسكان بالعودة بأمان إلى منازلهم والبدء في إعادة بنائها.

ويتعرض لبنان لعدوان إسرائيلي منذ أكثر من عام، زادت وتيرته منذ نهاية سبتمبر الماضي، ما أدى إلى استشهاد وإصابة آلاف المدنيين، ونزوح أكثر من مليون شخص.

 

التعليقات