الجرأة على ادعاء العلم

من غرائب الوسط الأكاديمي عندنا التحول فجأة إلي تخصصات جديدة دون اساس علمي ينهض عليها ، والمثل الأبرز على ذلك تخصص الذكاء الاصطناعي.  حيث أصبح  لدينا فجأة عدد كبير من الباحثين يطلقون على انفسهم اساتذة في الذكاء الاصطناعي بعد أن كانو ا منذ سنوات قليلة تعد على اصابع اليد الواحدة ، يعرفون أنفسهم بأنهم متخصصون في تكنولوجيا المعلومات ، أو تقنية المعلومات أو مطوري برامج سوفت وير أو هندسة البرمجيات، وفي بعض الجامعات تم تغيير اسم كليات علوم الحاسبات الي كليات الذكاء الاصطناعي. ، فهل يعقل أن يكون لدينا متخصصين في معرفة نادرة بمجرد تغيير في السيرة الذاتية او  اسم القسم او الكلية ،؟ مع أن كل اساتذة الجامعات الجادين يعلمون تماما ان اعداد باحث متخصص في مجال معرفي جديد يستغرق من عمره سنوات وسنوات. وقد يتطلب ذلك اشراف مشترك وابتعاث الي جامعات أجنبية.

 والأغرب أن تمتد العدوي الي تخصصات أخري في العلوم الاجتماعية ، حيث تلجأ بعض الجامعات الي السماح لطلاب الدراسات العليا باعداد رسائل في الماجستير والدكتوراه حول موضوعات بينية تتعلق مثلا  بالاثار الاجتماعية او الاقتصادية او النفسية للذكاء الاصطناعي يتولي اعدادها باحثين لم يسبق لهم أن درسو الذكاء الاصطناعي، مع أن القاعدة العلمية تقول أن تناول بحوث بينية مشتركة بين تخصصات متعددة لا تنجح مالم يكن الباحث دارسا دراسة أكاديمية جادة لتخصصين أو اكثر.  من الواضح أن هذه الظاهرة تنمو في أجواء الجهل بالمعرفة العلمية الدقيقة ، والكارثة الأكبر لا تكمن في الجهل بل في الجرأة على ادعاء العلم.

** عن صفحته..

 

التعليقات