العلمين.. مشروع متكامل لكل المصريين والعرب
تراجعت مساحة الفهم ودقة التحرى أمام سرعة طرح أسئلة لا تتعدى جدواها علامات الاستفهام -تحديداً مع اعتماد فئة من مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى على اعتبارها مصدراً للمعلومة- لتطال كل خطوة إيجابية أو محاولة الانطلاق لفتح آفاق جديدة فى مجال الاستثمار من شأنها تحقيق انتعاش اقتصادى.
بعض التعليقات المتسرعة قد تمس الجدوى وراء إقامة أكبر حدث ترفيهى - رياضى - ثقافى فى الشرق الأوسط.. مهرجان العلمين الجديدة، رغم كل المعطيات التى تدعم بقوة ضرورة تنظيم هذا الحدث الذى يستمر لمدة شهر.
بعيداً عن الدخول فى تفاصيل الأبعاد الاقتصادية، أبجديات نجاح أى مشروع جديد مهما بلغ حجمه أو طبيعته تفرض وضع بند خطة التسويق فى دراسة الجدوى الاقتصادية.
مشروع انتشال مدينة كانت عبارة عن صحراء ومنطقة ألغام، رغم سحر الطبيعة الخلابة الذى تتمتع به وتحويلها إلى أهم مدينة سياحية واستثمارية بالتأكيد يحتاج إلى حملة تسويق ضخمة مواكبة تعرض هذا الإنجاز القياسى أمام العالم.
هناك دول رغم معاناتها من أزمات اقتصادية ما زالت تصر على دفع مبالغ طائلة إلى الفضائيات العالمية ثمناً لترويج السياحة والاستثمار داخل أراضيها.
مشروع مهرجان العلمين الجديدة هو حملة تسويق تخاطب الاستثمار المستدام الذى يخص تحديداً كبرى شركات ومستثمرى الدول العربية ودعوتها إلى فتح أسواق رابحة جديدة أو التملك فى أحد أجمل شواطئ العالم، كما تشمل جذب السياحة من مختلف الدول الأوروبية لقضاء إجازة فى مدينة توفر لهم كل عناصر الجذب من ترفيه إلى أنشطة رياضية تستهوى السائح الأجنبى.
جميع هذه العناصر جاءت لتكمل جهود مضاعفة أعداد السائحين، خصوصاً بعد إضافة مدينة العلمين الجديدة على أجندة السياحة العالمية.ازدهار العلمين الجديدة ليس كما يحلو لبعض مدمنى خلط الأوراق فى اعتبار المدينة مجرد منتجع للأثرياء لا شأن للطبقات البسيطة أو المتوسطة به.
واقع الأمر أنه فى المقابل، سيقدم فرص عمل جديدة لا حصر لها تشمل مختلف القطاعات ولن يقتصر العمل بها على موسم محدّد، لكنها تضمن عملاً دائماً وتوفير كل متطلبات المعيشة لأسر العاملين.. وبالتالى دوافع التطوير لن تكون لخدمة طبقة محدّدة، فالمشروع هو أقرب إلى مجتمع مشترك متكامل.
من الإيجابيات اللافتة للنظر أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تُعزّز الأنشطة التى تنظمها، وآخرها مهرجان مدينة العلمين الجديدة، روح الدمج بين الفنون المصرية والعربية بهدف إحياء الدور التاريخى للريادة المصرية فى احتضان رموز الإبداع الفنى والثقافى على مدى عصور طويلة.
من المرجح ألا يقتصر المهرجان فى الأعوام المقبلة على نجوم الغناء من لبنان، بل سيشمل رموز الغناء والموسيقى من مختلف الدول العربية، بالإضافة إلى الفرق العالمية التى تخاطب ذوق شريحة من الشباب. المهرجان أيضاً لن يتوقف عند مجالى الموسيقى والغناء، إذ سيضم ضمن أنشطته الأعوام المقبلة مجالات السينما والمسرح، خصوصاً أن الأخير بحاجة إلى فتح مسارح جديدة، كما سيحدث فى العلمين ما يشجّع على تقديم العروض المسرحية للمشاهد المصرى بعد تحقيقها نجاحاً كبيراً عند العرض فى الدول العربية.
أخيراً.. ما يحدث على مدى شهر فى مدينة العلمين الجديدة هو مشروع متكامل يجمع بين أركان الدعم الاقتصادى، الإبداعى، الرياضى.. وما زالت أفكار ومشاريع التطوير مستمرة بعد خطوة انطلاق هذا الحدث الرائع.
المقال / لينا مظلوم
الوطن