الانتخابات التركية «٢- ٢»
سيتجه الأتراك إلى صناديق الاقتراع فى جولة إعادة يوم ٢٨ مايو الجارى للاختيار بين الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوجان، الذى حصل على حوالى ٤٩٪ من أصوات الناخبين، فى مقابل ما يقرب من ٤٥٪ لمنافسه «كمال كليجدار أوغلو»، وهى جولة حاسمة بين مشروعين سياسيين وثقافيين مختلفين.
وبالتوازى مع الانتخابات الرئاسية، جرَت الانتخابات البرلمانية، التى لم يتكلم عنها الكثيرون أمام صخب وإثارة انتخابات الرئاسة، فوفق القانون المنظم للانتخابات، يُشترط حصول أى حزب يرغب فى دخول البرلمان، المكون من 600 مقعد، على نسبة 7% من أصوات الناخبين، أو أن يكون جزءًا من تحالف يحصل على هذه النسبة.
ويصوت الناخبون للقوائم الحزبية وليس للمرشحين وفق النظام الفردى، وذلك بموجب نظام التمثيل النسبى. وحصل حزب العدالة والتنمية على 267 مقعدًا، فى حين حصل حزب المعارضة الرئيسى، وهو الشعب الجمهورى، على 169 مقعدًا، أما حزب اليسار الأخضر فحصل على 61 مقعدًا ليعلن عودة جديدة لليسار التركى وأحزاب البيئة، كما حصل حزب الحركة القومية على 50 مقعدًا، والحزب الجيد على 44 مقعدًا، والرفاه على 5 مقاعد، والعمال التركى على 4 مقاعد.
والحقيقة أن الانتخابات البرلمانية التركية عرفت تحالفات سياسية وانتخابية بين مختلف الأحزاب وفق القانون، فتأسس تحالف الجمهور، الذى يضم أحزاب العدالة والتنمية والحركة القومية والاتحاد الكبير والرفاه، وحصل على 322 مقعدًا، أما تحالف الأمة فضم حزب الشعب الجمهورى والحزب الجيد وحصلا على 213، أما تحالف العمل والحرية فضم الشعوب الديمقراطى «اليسار الأخضر» والعمال التركى وحصل على 65 مقعدًا.
وقد خسر حزب العدالة والتنمية الحاكم 28 مقعدًا فى هذه الانتخابات، لكنه حصل من خلال تحالفه مع أحزاب الحركة القومية والمحافظة، أى حزبى الاتحاد الكبير والرفاه، على عدد أكبر من المقاعد، وصل إلى 321 مقعدًا.
وتُعد نسبة الاقتراع فى الانتخابات التركية مرتفعة للغاية مقارنة بديمقراطيات أوروبية عريقة، حيث بلغت 88.84%، واللافت هو تقدم منافس أردوغان فى معظم المدن الكبرى، مثل اسطنبول وأنقرة وأزمير، فى مقابل تقدم أردوغان فى معظم المدن الصغيرة والريف.
ستحكم جولة الإعادة حسابات معقدة كثيرة، أبرزها مصير أصوات المرشح الخاسر سنان أوغان، الذى حصل على حوالى 5٪ من الأصوات، وقال «إنه سيقرّر قريبًا مَن سيدعم من المرشحين أردوغان أو كليجدار أوغلو»، كما أن المرشح الذى سيستطيع إقناع الناخبين بإمكانية تحقيق ولو جانب من وعوده الانتخابية سيعظم من فرص فوزه، فقد وعد أردوغان بجعل تركيا قوية ومتعددة التحالفات، وخلق ستة ملايين وظيفة وتحقيق معدلات نمو مرتفعة، كما وعد كليجدار أوغلو بـ«إحياء الديمقراطية»، واستعادة العلاقات مع حلفاء تركيا فى حلف شمال الأطلسى و«العالم المتحضر».
المقال / عمرو الشوبكى
المصرى اليوم