نحن أبناء بيئتنا
كلٌّ منا نتاج ما يتعرض له من تجارب، وما يمر به من خبرات، وما يسمعه حوله من كلام صادر عن الأهل والإعلام والمعلم، وكذلك فى الشارع، وما يطالعه ويتابعه فى الـ«سوشيال ميديا». تركيبتنا فى أغلبها نتاج البيئة المحيطة بنا ومكوناتها. تركيبة الطفل أو المراهق الذى يعيش فى قرية زراعية صغيرة فى السويد، حيث حديث الزراعة وتقنياتها والسوق الأسبوعية واهتمامات الحفاظ على البيئة وتنظيم أنشطة اجتماعية، هى نتاج هذه المكونات. أما تركيبة الطفل أو المراهق الذى يعيش فى مخيم عائلات الدواعش، فهى نتاج اختيار الأهل الانضمام إلى هذا التنظيم بفكره ومنهجه، ورايته السوداء، وتفاصيل الحياة اليومية التى كان يعيشها حيث «الدمار غايتنا، الكراهية قدوتنا، إعدام مَن يختلفون معنا سبيلنا، والموت فى سبيل الخراب أسمى أمانينا». وبين النقيضين، مليارات الأشخاص يعيشون فى مشارق الأرض ومغاربها يتعرض كل منهم لخبرات تشكل فكره ومنهجه وأولوياته فى الحياة، ومن ثَمَّ شكل مجتمعه وأداء بلده فى مختلف مؤشرات التنمية والاقتصاد والتعليم والفساد وغيرها.