الإنجليز وكورونا والساحل الشمالى
بالتأكيد ليست هناك أى علاقة بين نهائى أمم أوروبا الذى استضافه استاد ويمبلى فى لندن فى يوليو الماضى.. وهذه الحفلات الكثيرة التى أقيمت مؤخرًا ولا تزال تقام فى الساحل الشمالى أو أى مكان آخر فى مصر.. لكن قد يكون لمسؤولى الصحة الإنجليز رأى آخر يمكن مناقشته الآن بوضوح وهدوء.. فقد أعلنت وكالة الصحة العامة الإنجليزية، أمس الأول، تقريرًا صادمًا عن النهائى الأوروبى، الذى أقيم منذ أربعين يومًا.. وأكدت الوكالة أن هذا النهائى الذى سمحت فيه الحكومة بالحضور الجماهيرى تسبب فى إصابة 2295 امرأة ورجلا بفيروس كورونا بعدما كانوا فى استاد ويمبلى إلى جانب إصابة 3404 آخرين كانوا قريبين وقتها من ويمبلى.
وقام مسؤولو وخبراء الوكالة بتحليل هذه الأرقام ليخرجوا للإنجليز وربما للعالم كله بحقائق صادمة أكثر من مجرد أعداد المصابين.. فهذه الوكالة تأسست عام 2013 بهدف الحماية الصحية للمجتمع الإنجليزى وإجراء البحوث والدراسات لمواجهة أو توقع أى أزمات صحية قد يواجهها المجتمع الإنجليزى.. وتضم الوكالة 5500 عالم وأستاذ وباحث وموظف.
وأكد هؤلاء الأساتذة والباحثون أن المشكلة الحقيقية فى ذلك النهائى الأوروبى لم تكن تخص من كانوا فى الملعب فقط وقت المباراة.. إنما كان هذا العدد الضخم من الناس فى مكان واحد وفيهم مصابون لم يعرفوا بعد أنهم مصابون.. وفيهم من ينقلون فيروس كورونا لغيرهم دون أن يصابوا هم به.. وفيهم من أصبح حاملًا للفيروس وتنقل به من الاستاد إلى الشارع إلى البيت ثم عمله صباح اليوم التالى.. وقام مسؤولو الوكالة أيضا بدراسة وتحليل ما جرى فى بطولة ويمبلدون التى أصيب فيها بكورونا 881 شخصًا.
وسباق سيارات سيلفرستون الذى أصيب فيه 585 شخصًا.. وما يعنينا بشكل مباشر وما يجب الالتزام به هو عدم التسرع بفتح كل الأبواب مرة واحدة والسماح بكل هذا الزحام سواء فى مباريات أو حفلات مهما كانت احتياطات الناس، وأن مخاطر ذلك قد لا تظهر فى الحال إنما بعد أيام أو حتى أسابيع قليلة.
"عن المصري اليوم"