الله يرحمك ياشيخ سيد
إصحى يا نايم إصحى وحّد الدايم وقول نويت بكرة إن حييت الشهر صايم والفجر قايم، إصحى يا نايم وحّد الرزاق.. كلمات ترن في القلب قبل أن تسمعها الأذن كل يوم من أيام الشهر الفضيل، تتسلل إلينا من الشبابيك أو الراديو أو التليفزيون قبل الفجر، كلمات كتبها الشاعر الكبير فؤاد حداد، ولحنها الفنان الكبير سيد مكاوى.. محاولات كثيرة جرت لتقديم «المسحراتى» بشكل غير الذي قدمه الفنان سيد مكاوى والشاعر فؤاد حداد، إلا أن هذه المحاولات لم تستطع أن تزحزح مكانة «المسحراتى» قيد أنملة من قلوبنا، وظلت متصدرة لمعالم الشهر الكريم.. وروت لى السيدة/ أميرة مكاوى، ابنة الفنان الكبير سيد مكاوى، أنه في البداية كان «المسحراتى» برنامجا يقدم في الإذاعة بشكل مختلف، فكان موكلا إلى عدد من المؤلفين والملحنين، كل شخص فيهم يقدم مجموعة معينة من الحلقات على حسب اللون الموسيقى لكل شخص، إلى أن جاء الدور على الشيخ سيد مكاوى والشاعر فؤاد حداد.
فقرر الشيخ سيد مكاوى أن يلغى فكرة وجود آلات موسيقية ويقدمها مثلما يقدمها المسحراتى الشعبى الأصيل الموجود في الشوارع والحوارى المصرية الأصيلة، وكانت وجهة نظره من إلغاء الآلات الموسيقية الاعتماد على قوة كلمات الشاعر فؤاد حداد، التي تعد تأريخا لتاريخ مصر وأحيائها وتفاصيلها، وهو لم يكن يرغب في التشويش على الكلمات، التي تلعب دور البطل، بالعمل بالآلات الموسيقية، بالإضافة إلى أنه كان يريد أن يقدمها مثل الحقيقة تماماً.. وروى لى الأستاذ أمير حداد، نجل الشاعر الكبير فؤاد حداد، أن «المسحراتى» في البداية عُرض على الشاعر الكبير صلاح جاهين عام 1964، وذلك في نفس عام خروج الشاعر فؤاد حداد من المعتقل، فالأستاذ صلاح جاهين قال إن من سيكتب «المسحراتى» هو الشاعر فؤاد حداد، وقال إنه الأجدر بكتابتها، وتم بالفعل إسناد العمل كاملا إلى سيد مكاوى وفؤاد حداد، الذي بدأ يكتب فيها بشكل صعب.
فعمل «مقدمة وبداية ووسط»، والحلقة نفسها كانت أغنية وموالا، ولكن بعد ثلاث حلقات استشعر صعوبة الكتابة، إلا أنه عندما سمع صوت الشيخ سيد مكاوى وطريقة أدائه بالحلقات ألهماه، فاستطاع أن يكمل باقى الحلقات لتصل إلى ثلاثين حلقة عام 1964، ثم قدما عام 68 ثلاثين حلقة، ثم بعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر عملا ثلاث حلقات في رثائه.. وعام 1974 قدما 15 حلقة، وفى السنين التالية قدما 15 حلقة متفرقة، ثم في عام 1983 قدم «المسحراتى» في التليفزيون المصرى من إنتاج أفلام التليفزيون.
ووقتها كلم والدى، الأستاذ ممدوح الليثى- وكان وقتها رئيساً لقطاع إنتاج التليفزيون- الشيخ سيد مكاوى، وأقنعه بأن يحول «المسحراتى»، الذي كان يقدمه في الإذاعة، إلى فيلم من إنتاج أفلام التليفزيون، وكان مزيجا من حلقات قديمة وحلقات جديدة.
(المصر اليوم)