الجدل الدائر حول تطوير المنظومة الصحية فى مصر لا يتوقف بين الأطباء والخبراء رغم الصعوبات البيروقراطية الكثيرة.

ومن بين الرسائل الكثيرة التى تلقيتها لمناقشة موضوع إصلاح المنظومة الصحية رسالة الدكتور سامح مرقص، الأستاذ بجامعة شيفلد ببريطانيا، والذى له إسهامات كثيرة وخبرة عالمية فى موضوع تطوير المنظومة الصحية وجاء فيها:

«هناك أهمية للتواصل بين الدولة والخبرات المصرية فى الخارج، وهو للأسف لم يحدث لاعتماد وزارة الهجرة على رجال أعمال وجمعيات كرتونية لا تمثل الخبرات الأكاديمية الموجودة فى أوروبا خاصة فى بريطانيا.

أعتقد بموضوعية أن هناك حلولًا جيدة ويمكن تطبيقها فى وطننا العزيز، وللأسف لم تصل لأصحاب القرار لمناقشتها والاقتناع بها. على الرغم من جهد متواصل منذ ثورة يناير ٢٠١١ وحتى الآن لكثير من الأطباء والخبراء المقيمين خارج مصر، ولكنها فشلت فى إقناع الكثير من المهتمين بالصحة فى مصر من أجل العمل الجاد لتطوير نظام التأمين الصحى. ومع ذلك سأستمر فى جهدى على الرغم من الصعوبات الكثيرة التى تواجه عملية الإصلاح والتطوير لمجمل المنظومة الصحية فى البلاد.

ملخص هذه الرؤية الجديدة لإصلاح جذرى للمنظومة الصحية فى مصر:

المجلس الأعلى للصحة للإشراف على تقديم الخدمات الصحية (مشروع الدكتور سمير بانوب، تفاصيله قدمت لرئيس الوزراء السابق المهندس شريف إسماعيل).

المجلس الطبى العام للإشراف على الأطباء، مشروع قدمه كاتب هذه السطور (تحديد قيم مهنة الطب، إصدار تصريح مزاولة مهنة الطب، الإشراف على التعليم الطبى والتدريب التخصص، محاسبة الأطباء المخالفين قيم مهنة الطب، حماية المواطن من أى ممارسات علاجية غير علمية).

التدريب التخصصى يجب أن يكون مسؤولية الجمعيات الطبية التخصصية (تحديد مقرر وفترة التدريب، إصدار شهادة تكملة التدريب التخصصى بعد النجاح فى الامتحانات وتكملة فترة التدريب العملى، مسؤولية التعليم الطبى المستمر عن طريق ورش عمل، مؤتمرات علمية، إصدار مجلات علمية دورية). هذا يحتاج تغيير وضع هذه الجمعيات من جمعيات اجتماعية إلى جمعيات أكاديمية لها حق إصدار شهادات علمية لتصبح مثل الكليات الطبية الملكية فى بريطانيا، نشاط هذه الجمعيات تحت إشراف المجلس الطبى العام.

إدارة المستشفيات

يجب تطوير الجهاز الإدارى وإعطاء صلاحيات كبيرة، واستقلال فى اتخاذ القرارات للمدير الإدارى تحت مراقبة دورية من وزارة الصحة والمجلس الأعلى للصحة.

يجب إنشاء مراكز تدريب تخصصية لإنتاج مديرين إداريين ذوى كفاءة عالية فى إدارة المستشفيات.

إلزام كل مراكز الخدمات الطبية بتطبيق الحوكمة الإكلينيكية.

التفاصيل موجودة، إذا كانت هناك إرادة حقيقية لإصلاح منظومة الصحة بدلاً من الحلول الترقيعية ومحاولة إعادة اختراع العجلة من أول وجديد».