لماذا كان يوما جميلا لأهل القمة؟!

** كان يوما جميلا فى كرة القدم المصرية.. والسبب ليس الأهداف التسعة فى مباراتى الأهلى والمقاصة والزمالك مع بيراميدز، ففى أسابيع أخرى، وأيام أخرى شهدت مباريات أخرى أهدافا غزيرة، وانتهت لقاءات بنتيجة 4/3 أو 4/ 2، وتقدمت فرق وعادت فرق.. إلا أن ما حدث فى مباراتى أهل القمة كان مختلفا.

** المباراتان فيهما لمحات جمالية من اللاعبين، سواء فى التمريرات، والتحركات أو فى الأهداف. والصراع على الفوز كان حقيقيا منذ الصفارة الأولى، فلم تتحكم النتيجة أو يتحكم هدف فى صناعة الندية وتغيير الدوافع، لاسيما فى مباراة الزمالك وبيراميدز. فالفريقان لعبا من أجل الفوز، ولم يبحث أحدهما عن التعادل. لم يحكم الأداء حسابات النقاط. فالزمالك الذى يكفيه التعادل مثلا للحفاظ على فارق النقاط مع بيراميدز لعب لكى يفوز، والأمر نفسه كان دافعا لفريق بيراميدز.

** وفى مباراة الأهلى توقعنا مقاومة عنيفة من جانب المقاصة قياسا على مبارياته الأخيرة، بجانب حالة الأهلى منذ بداية الموسم، وتأثير الغيابات حتى أن الفريق بدأ مباراة المقاصة بدون 12 لاعبا مهما. ومع ذلك قدم الفريق أفضل عروضه هذا الموسم. واسترد شخصيته وهيبته. ومزج بين فوز كبير وبين أداء جميل. وهى واحدة من المرات التى تخطف فيها التمريرات الإعجاب أكثر مما خطفت الأهداف. تمريرة رمضان صبحى إلى حسين الشحات، وتمريرة عمرو السولية إلى أجاى. ثم هدف رمضان بكعبه.
** تمريرة عبدالله السعيد إلى كينو تساوت مع قرار التسجيل بالتسديد المباشر. وكان هدفا جميلا. فالسعيد يرى الملعب جيدا، ويرسل كرته إلى قدم الشيطان البرازيلى، فيحولها مباشرة إلى مرمى السيد. وقبل ذلك كان هدف فرجانى ساسى، أحد أهم المبدعين فى الزمالك. حين سدد كرة بعيدة المدى سكنت مرمى بيراميدز. وعندما يتحرك فرجانى ساسى يتحرك معه الزمالك.

** لماذا كان يوما جميلا فى كرة القدم؟

** لما سبق كله. وأضيف أن الفرق الأربعة كانت تتناقل الكرة، وتتبادلها بالتمرير وبالتحركات فى المساحات، والكرة فى اللعب معظم الوقت. واللعب لا يتوقف لاستهلاك الوقت. والمباراة سريعة بالهجمات والندية، وسريعة بالتكتيك والأداء الخططى، وليست سريعة بالكرات الطويلة المتبادلة. فهناك شكلان من سرعة المباريات. الأول سرعة عشوائية بالتخلص من الكرة. وسرعة خططية بالهجمات المنظمة.

** الأهلى سجل مبكرا، ولعب بحثا عن هدف آخر. وظل يلعب طوال الشوط الأول إلى الأمام. بتمريرات إيجابية دقيقة، وبتحركات مميزة وبظهيرين محلقين كجناحين. والمقاصة تحرك فى الشوط الثانى. وحاول اللحاق بالقطار لكنه كان غادر المحطة. وفى المباراة التالية هاجم الزمالك فرد بيراميدز الهجوم بهجوم. سجل الزمالك فرد بيراميدز بالتسجيل. وفاز عمر خربين بالتقدير. وثبت أن سيفوينتى سفاح طيب. وكينو شيطان برازيلى. والسعيد أسطى تمريراته وتوزيعاته تطرب العين. وخروج قفشة كان خسارة.. وبينافيتى ماهر لكنه يرى أن الكرة المصرية أقل من مستواه، وظن أنه عنتر بن شداد!

** الأهلى ينقصه فريق ومع ذلك لم يتحدث أحد عن الغيابات ولم يشعر أحد بالغيابات. والزمالك كامل العدد والمهارات. والمقاصة بدأ بخطة وبتكتيك مؤجلا المبادرة للشوط الثانى لعل وعسى، وقد عسى لأن الأهلى أمسك بالمبادرة ولم يتركها. وبيراميدز قدم عرضا فى الصفقات، كأنه فى عرض أزياء خلاب الالوان. ونسى أن الفريق ينقصه ظهير يلعب فى الجناح الشمال!
** شكرا على هذا اليوم الجميل..!

 

التعليقات