
أول مناسك الحج.. ما الذي يفعله ضيوف الرحمن في "يوم التروية"؟
انطلق حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى استعدادًا لـ"يوم التروية"، الذي يعد أول مناسك الحج، التي تبدأ بعدها الرحلة المقدسة، إذ يقضي ضيوف الرحمن هذا اليوم، اقتداءً بسنة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ضمن المناسك المباركة.
لماذا سُمي بـ"التروية"؟
ووفق ما نشره الموقع الرسمي لوزارة الحج والعمرة السعودية، أغلب الحجاج يمكثون في مشعر منى، يوم الثامن من ذي الحجة، محرمين، ويصلّون فيه صلاة الظهر، ويمكثون حتى فجر اليوم التاسع، استعدادًا للانطلاق إلى مشعر عرفات.
وسُمّي هذا اليوم بـ"يوم التروية" من التروّي في حمل الماء، إذ كان الحجاج قديمًا يحملون معهم الماء من منى استعدادًا ليوم عرفة، في وقت كانت المياه شحيحة، بينما أصبحت مياه الشرب متوفرة اليوم في جميع المشاعر.
ويُعد يوم التروية أحد أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، التي أقسم بها الله سبحانه وتعالى في قوله الكريم: "وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْر" (سورة الفجر).
وورد في الحديث الشريف عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما العمل في أيام أفضل منها في هذه، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء" رواه البخاري.
ووفقًا لوكالة الأنباء السعودية "واس"، فإن هذا اليوم يُمثّل لحظة استعداد وتأهّب للوقوف في يوم عرفة، يوم المغفرة والمباهاة والعتق من النار.
مشعر منى
ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي "محسر".
ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم -عليه السلام- الجمار، وذبح فدي إسماعيل -عليه السلام-، ثم أكد نبي الهدى -صلى الله عليه وسلم- هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، واستنّ المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.
ويضم مشعر منى أكثر من 100 ألف خيمة ثابتة مصنوعة من الألياف الزجاجية المقاومة للحرارة والاشتعال، والمكيّفة بالكامل، وتخضع لنظام ترقيم دقيق يسهل الوصول إليها. وتغطي مساحة الخيام ما يقارب 2.5 مليون متر مربع، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية "واس".