على "آلام غزة".. عيد ميلاد حزين في "بيت لحم" للعام الثاني
يبدو الوضع في بيت لحم أكثر قتامة، تزامنًا مع عيد الميلاد الثاني في ظل حرب وحشية على قطاع غزة، ما يزيد من معاناة البلدية اقتصاديًا بعد توقف السياح والحجاج عن القدوم إليها بالكامل تقريبًا.
بلدية بيت لحم الفلسطينية، قصرت الاحتفال بأعياد الميلاد على الصلوات والشعائر الدينية فقط، تضامنًا مع قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، عانى الاقتصاد في الضفة الغربية المحتلة، حيث تقع بلدية بيت لحم، من ركود هائل بعد أن كانت السياحة المصدر الرئيسي للدخل في المدينة لعقود من الزمن، ولكن وفقًا لجمعية الفنادق المحلية، انخفض معدل إشغال الآسرة من نحو 80% قبل الحرب بفترة وجيزة إلى 3% فقط اليوم، بحسب صحيفة "دويتش فيله" الألمانية.
كما توقفت الصناعات اليدوية والحرفية بشكل كبير في ظل العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني الذي تسبب في توقف عدد كبير من المشاريع عن العمل، وإغلاق المنشآت، ما ساهم في ارتفاع نسبة الفقر.
كذلك يسود جو كئيب في ساحة كنيسة المهد الكبيرة، فلا تراتيل عيد الميلاد، ولا شجرة عيد الميلاد، ولا زينة، ووفقًا للسلطات المحلية، هاجرت نحو 500 أسرة من بيت لحم في الأشهر الأخيرة، وهو عدد كبير نظرًا لأن عدد سكان المدينة لا يتجاوز 30 ألف نسمة.
ويقول السكان المتبقون للصحيفة، إن العديد من الأسر غادرت المدينة بتأشيرات سياحية مؤقتة، ويحاولون كسب لقمة العيش في الخارج من خلال وظائف متفرقة.
بعد استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة، يقول عيسى مصلح - كاهن في البطريركية الأرثوذكسية اليونانية في بيت لحم: "نحن نصلي في صمت هذا العام ونريد أن نرسل رسالة إلى العالم أجمع. إننا ندين بشدة ما يحدث حاليًا في غزة".
ووفقًا للأمم المتحدة، استشهد أكثر من 700 فلسطيني في الضفة الغربية منذ بدء الحرب، بدوره قال وزير السياحة والآثار هاني الحايك إن "هذا العيد يأتي في ظل ظروف استثنائية، ونحن في بيت لحم أردنا أن نعبر عن تضامننا مع غزة، ولهذا غابت الزينة والاحتفالات العامة، ومع ذلك، نحاول أن نُظهر للعالم أن شعبنا يحمل رسالة سلام ومحبة، رغم الألم"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
تحدث رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان عن قراره بعدم وضع شجرة الميلاد هذا العام قائلًا: "كان من الصعب علينا أن نحتفل وسط هذه المأساة، بيت لحم ليست منفصلة عن غزة، ونحن أردنا أن نعبر عن وحدة الحال بين كل الفلسطينيين، العيد بالنسبة إلينا هذا العام هو صلاة لأجل أرواح الشهداء وأمل في أن ينتهي هذا الظلم".
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، برًا وبحرًا وجوًا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 45.338 فلسطينيًا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 107.764 آخرين، في حصيلة غير نهائية، ولا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.