"في استقبال العام الجديد" غزة وتل أبيب تحت القصف
في أكثر مناطق العالم اشتعالاً ودموية لم يكن استقبال العام الجديد عاديًا، ففي غزة استقبلته العوائل تحت وابل من النيران، بين نازحين وأسرى وشهداء ومصابين، نار الحرب طالت الجميع، ولم يكن العام الجديد عاديًا في إسرائيل كذلك، إذ أمطرتها الفصائل الفلسطينية بوابل من الصواريخ في الساعات الأولى من صباح اليوم، ليهرع الكثيرون إلى الملاجئ؛ خوفًا من نيران الفصائل.
وبدأ العام الجديد، بليلة جديدة من قصف جيش الاحتلال المُكثف على قطاع غزة المُحاصر، فيما أطلقت حركة "حماس" وابلًا من الصواريخ على تل أبيب والجنوب الإسرائيلي، في وقت لم تتمكن المساعي الدولية حتى اللحظة من التوصل لوقف لإطلاق النار؛ رغم الأوضاع الكارثية التي يعيشها القطاع، بسبب أمريكا التي استخدمت الفيتو لإيقاف قرار مجلس الأمن المُتعلق بوقف إطلاق النار.
وشهدت تل أبيب والجنوب الإسرائيلي، إطلاق صواريخ من قبل حركة "حماس"، بينما تقترب الحرب من إكمال شهرها الثالث، فيما لا يبدو الحل قريبًا في الأفق، مع تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على الاستمرار في الحرب حتى تنفيذ أهدافه، والمتمثلة في القضاء على "حماس" والتأكد من أن الحركة لن تشكل أي تهديد لتل أبيب مجددًا.
وتسببت عمليات الاحتلال الإسرائيلي التي بدأت في السابع من أكتوبر، ردًا على هجوم "طوفان الأقصى"، في استشهاد نحو 22 ألف شخص حتى الآن، وتشريد وإصابة معظم سكان القطاع، مُقابل مصرع 1200 إسرائيلي معظمهم في هجوم السابع من أكتوبر.
وفي تقرير لـ"وول ستريت جورنال" مع نهاية 2023، شبهت الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي غلى غزة بما حدث في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية "1939- 1945".
وبحسب تقرير الصحيفة، خرجت معظم مستشفيات قطاع غزة الـ 36 عن الخدمة ولم يبق سوى 8 مراكز صحية تقدم خدماتها للسكان.
وقالت الصحيفة إن ما يقرب من 85% من سكان غزة (2.3 مليون) اضطروا لمغادرة منازلهم، وأن نحو 22 ألف شخص في القطاع استشهدوا في العدوان الإسرائيلي.
وذكر البنك الدولي في تقرير نشره في ديسمبر الماضي، أن 77% من المرافق الصحية، و72% من المباني العامة والمناطق مثل المتنزهات والمحاكم والمكتبات، و68% من البنية التحتية للاتصالات، وكامل المنطقة الصناعية تقريبًا دمرت كذلك جراء العدوان الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة ألقت 3 آلاف و678 قنبلة على العراق بين عامي 2004 و2010، بينما ألقت إسرائيل ما يقارب 29 ألف قنبلة على غزة، منذ 7 أكتوبر.
وتعليقًا على الصواريخ التي أطلقتها "حماس" من غزة تجاه إسرائيل، مع دقات الساعات الأولى من العام الجديد، قال الجيش الإسرائيلي، إن "حماس" قررت بدء عام 2024 بوابل من الصواريخ بينما لايزال 129 إسرائيليًا محتجزين لديها في القطاع.
وتابع في منشور على موقع "إكس": "ما مِن عام سعيد، لحين عودتهم جميعًا"، واصفًا الهجوم الصاروخي لحماس بـ "الإرهابي".
وأكد جيش الاحتلال أنه يعد العُدة لمواصلة العمليات العسكرية في غزة طوال عام 2024، مؤكدًا أن 29 من جنوده قتلوا بنيران صديقة وحوادث أخرى في قطاع غزة.
ومع الحديث عن تبادل الأسرى، تُصر حركة الفصائل الفلسطينية، على أن أي تبادل للأسرى يجب أن يشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وهو ما لا تريده إسرائيل، التي لم تنجح في إنقاذ أي رهينة على مدار 87 يومًا من الحرب، رغم قتلها لنحو 22 ألف فلسطيني، بل قامت بقتل بعضهم عن طريق هجماتها العشوائية أو عن طريق الخطأ.