وبدأ مصطفى فى المدرسة تدريبات المصارعة.. وظل يكتسب الخبرات لتنمو وتكبر وتتأكد موهبته من المنافسة السكندرية إلى المصرية.. وسافر مصطفى وهو فى الثامنة عشرة من عمره للمغرب فى مايو 2022 لتمثيل مصر فى البطولتين الإفريقيتين للناشئين والكبار.. وكان مصطفى صاحب الميدالية الفضية فى البطولتين.. وبعد ستة أشهر أصبح مصطفى ثانى العرب أيضا.

وفى مايو 2023 كانت البطولة الأولى لمصطفى بعدما فاز بالذهب الإفريقى فى تونس.. وبعد ثلاثة أشهر فقط كان يفوز ببطولة العالم تحت 20 سنة التى استضافتها الأردن منذ أيام قليلة.. وكانت أول ميدالية ذهبية للمصارعة المصرية فى بطولات العالم تحت 20 سنة.. ميدالية لم يفز بها مصطفى فقط مع كل الاعتزاز والاحترام لبطل عالمى جديد من مصر.

إنما فاز بها كثيرون واقتسموا انتظارها وفرحتها مع مصطفى.. فى مقدمتهم الإسكندرية التى سبق أن أهدت لمصر أبطالا عالميين وأصحاب ميداليات أوليمبية فى المصارعة مثل إبراهيم مصطفى وإبراهيم عرابى وعبدالعال راشد وعثمان السيد وكرم جابر وكيشو وسمر حمزة.. لتكون الإسكندرية دون أى مبالغة أو مجاملة هى قلعة المصارعة المصرية وكبرياؤها وأحلامها أيضا.

ومع مصطفى فاز أيضا نادى المؤسسة العسكرية بالإسكندرية الذى لم يقدم لمصر مصطفى فقط.. إنما سبقه كثيرون رعاهم نفس النادى رياضيا واجتماعيا ونفسيا وقادهم لمنصات التتويج مثل سمر حمزة وكيشو وعبداللطيف منيع وهيثم فهمى ومحمد مصطفى عبدالله وإيناس خورشيد.. وهو ما يعنى أن هذا النادى أدرك مسؤولوه الطبيعة السكندرية فاهتموا بالمصارعة واكتشاف مواهبها وهم فى أول الطريق.

وفازت أيضا مع مصطفى لعبة المصارعة نفسها.. اللعبة المصرية التى أحبت مصر وتألق فيها المصريون منذ المصارع الأول عبدالحليم المصرى الذى بدأ يلعبها فى 1905 فى نادى بوكولينى بالقاهرة وتعلم منه المصارعة كثيرون جدا منهم الفنان الكبير يوسف وهبى كما كتب فى مذكراته.. وأشاد به الأديب العالمى نجيب محفوظ فى كتابه بعنوان المرايا، مؤكدا أن شهرة عبدالحليم فى المصارعة لم تكن تقل عن شهرة حسين حجازى فى كرة القدم.

وبعدما كان أحمد رحيم أول مصارع مصرى يشارك فى دورة أوليمبية 1920 فى أنتيويرب.. أصبح إبراهيم مصطفى أول مصارع مصرى يفوز بأول ميدالية أوليمبية وكانت من الذهب فى أمستردام 1928.. وتوالت بعدها ميداليات المصارعة لمصر.. ميداليتان من ذهب وثلاث ميداليات فضة ومثلها برونز.. ومع مصطفى حسين كبطل عالمى جديد وبطلات وأبطال سبقوه.. يراهن الاتحاد المصرى على نجاحات جديدة وجميلة لمصر يمكن تحقيقها فى دورة باريس العام المقبل.

المقال / ياسر ايوب 

المصرى اليوم