شاب مصري اسمه محمد إيهاب
اعتدنا فى سنواتنا الأخيرة ألا تحظى النجاحات والإنجازات بما تحصده الخلافات والاتهامات والفضائح من متابعة وانشغال واهتمام.. لكن ليس هناك ما يمنع كسر هذه القاعدة والتمرد على هذه العادة والتوقف للاهتمام بكل فرحة واحترام بما حققه البطل المصرى محمد إيهاب أمس الأول.. ففى بطولة العالم لرفع الأثقال التى تستضيفها تركمانستان.. نجح محمد إيهاب فى الفوز بالميدالية الذهبية فى مسابقة الخطف لوزن 81 كيلوجراما ليصبح بطلا للعالم.. ولم ينجح البطل المصرى فقط فى الفوز ببطولة العالم.. إنما حقق رقما قياسيا عالميا جديدا بعدما نجح فى رفع مائة وثلاثة وسبعين كيلوجراما.. وكان هذا هو الإنجاز الحقيقى والانتصار الجميل حيث لم يسبق لمصر أن امتلكت رقما قياسيا عالميا فى رفع الأثقال منذ عام 1936 حين نجح خضر التونى فى ذلك فى دورة برلين الأوليمبية.. وبعد اثنين وثمانين عاما يأتى محمد إيهاب ليمنح مصر من جديد رقما قياسيا عالميا يثبت به صحة ما قاله العلم بأن جينات المصريين تؤهلهم لسيادة العالم فى لعبة رفع الأثقال.. وأعتقد أن محمد إيهاب يستحق بعد ذلك كله تحية الشكر والاعتزاز والتقدير والاحترام.. خاصة أن الميدالية الذهبية والرقم القياسى ليسا الانتصار الوحيد له فى بطولة العالم الحالية.. فقد فاز أيضا بميداليتين.. الأولى كانت فى النطر، ورفع البطل المصرى مائتى كيلوجرام وفاز بالميدالية البرونزية..
ثم فاز محمد إيهاب أيضا بالميدالية الفضية فى المجموع بإجمالى ثلاثمائة وثلاثة وسبعين كيلوجراما وبفارق كيلوجرام واحد عن الميدالية الذهبية.. كما كان محمد إيهاب أيضا هو صاحب الميدالية البرونزية فى آخر دورة أوليمبية استضافتها ريو دى جانيرو منذ عامين.. ولن ينسى التاريخ الرياضى المصرى دموع محمد إيهاب لحظة فوزه بهذه الميدالية الأوليمبية.. فقد كانت دموع الفرحة حين تأتى بعد سنوات العذاب والمعاناة ودموع الانتصار حين يتحقق رغم كل المصاعب والمواجع.. وكثيرة جدا هى انتصارات محمد إيهاب قبل وبعد هذه الميدالية الأوليمبية.. فهو صاحب الميدالية الذهبية فى دورة ألعاب البحر المتوسط الأخيرة وبطل العالم منذ العام الماضى والبطل الأوليمبى والأول فى التصنيف العالمى لرفع الأثقال للعام الحالى.. وهكذا لا نجد أنفسنا فقط أمام بطل مصرى عالمى فى رفع الأثقال إنما أمام حكاية تتجسد فيها قدرة الشاب المصرى على تحقيق الحلم مهما كان بعيدا أو مستحيلا.
(المصري اليوم)