"على طه" الشهير بعبدالعزيز مكيوي يلحق بـ"محجوب عبدالدايم" الشهير بحمدي أحمد
أن تكون نجما كبيرا يُشار إليك بالبنان، ثم تخفت عنك الأضواء فهي المأساة عينها. وما بالك وإن عشت آخر 10 سنوات من عمرك متسولا على الأرصفة. تلك الكارثة الإنسانية عاشها الفنان الكبير عبدالعزيز مكيوي والذي وافته المنية صباح اليوم عن عمر يناهز 82 عاما.
نجم فيلم "القاهرة 30" والذي جسد دور الشاب الثوري المناضل علي طه لحق بعدوه محجوب عبدالدايم (الفنان حمدي أحمد) إلى الدار الآخرة بعد أقل من 10 أيام فقط. على طه لحق بعدوه وحبيبته إحسان (سعاد حسني)، لكنه لحق بعد أن نالت منه الدنيا.
المدهش في الأمر أن النجم الكبير كان سيصبح في طي النسيان لولا حادث سيارة في الإسكندرية، وقع أمام أحد مقاهي الكورنيش. وقتها تجمع المارة ليشاهدوا ماذا حدث، وفي الخلفية كان رجلا نال منه الشيب ما نال، يجلس بجانب المقهى يتحدث كلاما غير مفهوم. وقتها عرفه أحد المهتمين بالشأن السينمائي، وقال للجميع إنه ممثل مشهور آخر ما اشترك فيه كان مسلسل "العائلة".
وقتها لم يعرف الرجل اسمه، واكتفى بذكر أنه ممثل مشهور، وعندما التقط له صورة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي عرفه البعض وتداولوا قضيته إلى أن وصلت متأخرا جدا لنقابة المهن التمثيلية.
مكيوي لا أهل له ولا عائلة. عاش طويلا في متنقلا في الشوارع. يقبل العلاج الذي وفرته له النقابة أحيانا ويرفضه أحيانا أخرى، إلى أن مات في دار للمسنين بمنطقة مصر الجديدة. مات مكيوي شاكيا إهمال الدولة لرموزها الأحياء. ماتت مأساة إنسانية أخرى في أقل من أسبوع بعد وفاة المخرج والسينمائي الكبير صبحي شفيق. ماتت مأساة إنسانية وفي انتظار مأساة أخرى.