5 أسباب وراء فشل الانقلاب على أردوغان

أردوغان هو الآخر لم يتخلّ عن تحصين نفسه من الجيش،  فقرار الحكومة الأخير بفصل القيادة العامّة لقوات “الجندرمة”، وهي قوّات الشرطة الريفيّة شبه العسكريّة في تركيا، عن هيئة الأركان العامّة وضمّها إلى وزارة الداخليّة، تُعدّ محاولة لملء صفوف الدرك بأنصار حزب العدالة والتنمية وخلق توازنٍ في مواجهة قوّة الجيش وفي نهاية المطاف، وحدها المسألة الكرديّة هي التي ستُحدّد، ليس فقط المسار المُستقبلي لهذا الزواج القائم على المصالح، ولكن على دور الجيش في السياسة التركيّة أيضا.
إنها قراءة غونول تول، مديرة مركز الدراسات التركيّة في “معهد الشرق الأوسط”،  التي توقعت وقوع انقلاب ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل شهر ونصف، وتنبأت أيضاَ بفشله لأسباب عدة كان أهمها الجزء المذكور في الأعلى.
أسباب كثيرة وراء فشل انقلاب مجموعة من قوات الجيش التركي على الرئيس رجب طيب أردوغان، ترصدها الحكاية في السطور التالية:
- خلافات الجيش :
بدا للجميع وجود حالة من عدم الاتفاق داخل صفوف الجيش التركي بشأن قرار الانقلاب علي الرئيس أردوغان، فعندما أعلن رئيسا القوات الجوية والبحرية بيان الإطاحة بأردوغان ظهرت أطراف آخرى داخل الجيش تؤكد رفضها لهذا الحراك وتصف ما فعله القائدين بالعمل المرفوض الذي لا ينتهجه سوى زمرة قليلة من الجنود.
ويشهد الجيش التركي من الأساس خلافاً كبيراً حول اتجاه العملية الديمقراطية، ما أسهم في إضعاف الحراك الذى فشل بعد ساعات قليلة، حيث لم يشارك فيه رئيس القوات الجوية ولا قادة الجيش البري والجوي، الذين أعلنوا تأييدهم وانحيازهم إلى الشرعية.
- الشرطة :
من أبرز عوامل فشل الانقلاب التركي في ليلة الأمس، هو انحياز قوات الداخلية التي أجرى الرئيس التركي عملية هيكلة موسعة عليها في الآونة الأخيرة إلى الحاكم، وزاد قوتها ودعمها للسلطة ما قام به الرئيس بفصل القيادة العامّة لقوات “الجندرمة”، وهي قوّات الشرطة الريفيّة شبه العسكريّة في تركيا، عن هيئة الأركان العامّة وضمّها إلى وزارة الداخليّة.
وساهم في تعزيز قوة أردوغان داخل قطاع الشرطة، زرع أتباعه ومحبيه خلال السنوات الطويلة التي قضاها حزبه في السلطة.
- غياب القاعدة الجماهيرية :
لم تحظي حركة الانقلاب بتأييد شعبي واسع، وقد يعود ذلك لعدة أسباب أهمها النهضة الاقتصادية التي تحققت علي أيدي أردوغان والمكانة الدولية الكبيرة التي اكتسبتها الدولة تحت قيادته.
ومن بين أسباب غياب التيار الداعم شعبياً لحركة الإنقلاب، هي الرغبة في تحقيق الاستقرار، وتوخي الحذر من سيناريوهات الحروب الأهلية خاصة وأن لديهم ماضى سيئ مع الإنقلابات.
- المعارضة :
ولأنه محظوظ، فلدى أردوغان معارضة سياسية واعية بقيمة الديمقراطية، تؤمن بأهمية التداول السلمي للسلطة، وبعد دقائق من حراك الجيش فوجئ الجميع بإعلان  كمال كليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إلى تيار يسار الوسط، وهو أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، رفضه للانقلاب العسكري.
وذلك في سلسلة من التغريدات على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي قائلا إن البلاد «عانت كثيرا» في الانقلابات العسكرية السابقة.
- المخطط الفاشل:
كان واضحاً أن من خطط للانقلاب لم يكن علي دراية كاملة بالتفاصيل المحيطة، فلا ظروف اقتصادية سيئة قد تسهم في قبول شعبي لها، وطريقة مناسبة للقبض علي اردوغان والسيطرة علي الحكومة والبرلمان تحت قبضتهم، ففوجئ الجميع بأردوغان يخاطب جمهوره عبر "سكايب" ويطالبهم بالنزول لدعمه، وهو ماحدث، كما لم يفلح هؤلاء في سيطرة الانقلابيين على وسائل الاتصال ووسائل الإعلام بحيث ظلت خارج السيطرة.
التعليقات