مرسوم ملكي يمنعك من ركوب سيارتك لأنها «حمراء»

أن تصحو  في يوم لتجد نفسك ممنوعًا من ركوب سيارتك لإنها " حمراء" هو أغرب قرار ممكن أن تتعرض له في حياتك، ولكنه حدث بالفعل !. فمصر خلال الفترة من عام 1936 وحتى عام 1952 شاهدت العديد من القرارات والقوانين الغريبة، التي كان يصدرها البلاط الملكي بناءً على رغبة أو توجيه من الملك فاروق أو أحمد حسنين باشا مستشاره ووالده الروحي.

ومن بين القرارات التي اتخذت في هذه الفترة من التاريخ المصري، منع أي مواطن مصري أو وافد أجنبي يعيش على أرض مصر من امتلاك سيارة لونها أحمر، حيث اقتصر هذا اللون على سيارات الملك فاروق.

وكان الملك فاروق، تولى مقاليد حكم مصر فى سن صغيرة بعد وفاة والده الملك فؤاد، وانعكس ذلك على اختياراته للسيارات، فكان أكثر تعلقا بالسيارات الرياضية، على الاقل خلال السنوات الأولى لحكمه، والثابت هو ان الملك فاروق امتلك سيارة صغيرة وهو طفل، ثم امتلك سيارة حقيقية ولم يكن عمره حينها تجاوز 13 عامًا، ولهذا الولع بالسيارات خلفيات ترجع لعلاقته بأبيه، فقد كان الملك فؤاد صارما يمنع الامير من الاختلاط بمن هم في سنه، ولهذا كانت من هوايات الملك قيادة السيارات داخل القصور الملكية خلال سنوات عمره الأولى.
وعند توليه حكم مصر لم يكن فاروق يفضل سيارات الكاديلاك، واتجه بدلا منها الى السيارات الانجليزية والايطالية الرياضية لكونها اكثر ملائمة لسنه الصغير، وحبه للانطلاق بسرعة عالية، وبعد مرور أعوام قليلة من حكم فاروق كان قد امتلك بالفعل مجموعة هائلة من السيارات الرياضية الفارهة من انتاج بوجاتى ولانشيا واستون مارتن وام جي واوستن وتريامف، وكان تلك النسخ قد صنعت جميعها بالطلب خصيصا من أجله، وبمرور الوقت كبر فاروق وبدأ يدرك القيمة الكبيرة لسيارات الرولز رويس، ولهذا بدأ في استخدامها خاصة خلال المناسبات الرسمية، فخلال حكمه كانت ست سيارات رولزرويس لاتزال في الخدمة بالقصور الملكية اضافة الى سيارتين قام الملك بشرائهما في اوائل الاربعينات.
 
وكانت اكثر سيارات الملك تفردا هى المرسيدس الحمراء التي اهداها هتلر إليه بمناسبة زواجه من الملكة فريدة، فتلك السيارة النادرة لم ينتج منها سوى نسخ قليلة تكاد تعد على اصابع اليد الواحدة، وكان الزعيم النازي هتلر يستخدم احداها، وهى اليوم في حوزة متحف كندى، وحصل عليها بمبلغ يقال انه تجاوز المليون دولار، أما سيارة الملك فاروق فما يعرف عنها هو انها كانت مصفحة ومزوده بزجاج سميك يقى ركابها من الرصاص، وكان طول السيارة يبلغ حوالى 6 امتار، وعرضها اكثر من مترين ، وارتفاعها 1.8 متر ، اما محركها فكان 6 سلندر بسعة 7655 سى سى ، ويتصل بنظام نقل ذى 5 سرعات ، ووصل وزن تلك السيارة الى 4800 كيلو جراما ، ويذكر فى شأن تلك السيارة انها لم تعرض فى اول مزاد اقيم لبيع السيارات الملكية بعد ثورة يوليو، حيث اعتبرتها لجنة المزاد ملكًا خاصًا لم يتم حسم امرها بعد، ولكن تقول مصادر اخرى انها بيعت فى مزاد لاحق بسعر 70 جنيهًا، رغم ان بعض الألمان حاولوا شرائها بسعر يصل الى مليون جنيه، ولكن تاجر خرده من وكالة البلح سبقهم وعندما وصلوا اليه كانت السيارة قد صارت قطع غيار.
كان لدى الملك السابق عشرات السيارات الاخرى ، منها ثلاث سيارات مرسيدس ، يقال ان احداها كانت مملوكة لوالده الملك فؤاد ، وهى من طراز جازيل 1929 ، كما قام الملك بشراء سيارتين مرسيدس موديل 1950 و 1952.
وبعد اشهر من قيام ثورة يوليو تم تنظيم مزاد للسيارات الملكية فى جراج عابدين ، ومن التقارير الخاصة بهذا المزاد نعرف ان الملك فاروق كان يمتلك نسخه من موديل لينكولن كونتيننتال لوكس، وكانت تلك السيارة مجهزه ببطاريتين احداهما احتياطية يغذيها دينامو مزود به جهاز دينامو لمنع تشويش الصوت بالتليفون اللاسلكى الموجود بالسيارة، علاوة على جهاز لتكييف الهواء، وآخر لفتح واغلاق النوافذ اوتوماتيكيا، وكان لدى الملك سيارة اخرى تم عرضها فى المزاد الاول وهى باكار كابريوليه موديل 1939 خصصت للاستعراضات ، وكانت مزودة بمحرك 12 سلندر وتوصف بأنها كانت تحتاج لمحطة بنزين تسير خلفها حيث يبلغ استهلاكها من الوقود صفيحة بنزين كل 20 كيلو مترا.
التعليقات