المتحف المصري الكبير.. رؤية مصر لتراثها الحضاري تتجسد في "عبقرية هندسية"

تتجه أنظار العالم إلى مصر في حدث استثنائي، استعدادًا لافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يمثل أحد أهم المشاريع القومية في التاريخ الحديث للدولة المصرية، مؤكدة أن المتحف ليس مجرد مبنى أثري، بل رمز لإحياء روح الحضارة المصرية القديمة في ثوب حديث يعكس التطور والازدهار الذي تشهده البلاد تحت قيادة واعية تدرك قيمة التاريخ وقوة الثقافة.

مصر تبهر العالم مجددًا بحضارتها الممتدة، مشيرة إلى أن المتحف المصري الكبير يعد الأكبر على مستوى العالم المخصص لحضارة واحدة، ويُعد أيضًا أبرز مشروع علمي وهندسي يجسّد عبقرية التصميم المصري القديم من خلال محاكاة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني مرتين في العام في شهري فبراير وأكتوبر، وهو ما يعكس براعة المصريين القدماء في العلوم والفلك والهندسة.

المتحف لا يقتصر على كونه موقعًا للعرض الأثري فحسب، بل مؤسسة متحفية متكاملة تضم مراكز أبحاث ومعامل ترميم متطورة ستجعل منه وجهة علمية دولية، ومركزًا يخدم المتخصصين في دراسة وصيانة الآثار من مختلف أنحاء العالم، مشيرة إلى أن هذا المشروع القومي يعكس رؤية مصر في توظيف تراثها العريق لبناء مستقبل ثقافي واقتصادي.

ويشهد العالم الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير مساء اليوم، في حدث مهيب يجسّد امتداد حضارة خالدة تربط الماضي بالحاضر والمستقبل، إذ يشهد حضورًا عالميًا رفيع المستوى يعكس مكانة مصر ودورها الرائد في حفظ التراث الإنساني.

وتتجسّد رسالة المتحف المصري الكبير في أنه "هدية مصر للعالم، حضارة صنعت التاريخ.. وما زالت تصنع المستقبل".

وبتصميم معماري فريد يطل على أهرامات الجيزة، يقف المتحف كجسر حضاري يعكس عبقرية الإنسان المصري، ويعيد إحياء أعظم حضارة عرفتها الإنسانية في إطار معاصر يجمع بين الأصالة والحداثة.

ويمتد المتحف على مساحة تبلغ نحو 490 ألف متر مربع، ليصبح الأكبر من نوعه في العالم، كما يضم "الدرج العظيم" الذي تصطف على جانبيه تماثيل شامخة لملوك مصر، بارتفاع يصل إلى 6 طوابق، في مشهد مهيب يجسد فخامة التصميم وضخامة البناء.

ويضم المتحف المجموعة الكاملة للملك الذهبي توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة في مكان واحد، وتضم أكثر من 5000 قطعة من كنوز الملك، إلى جانب آلاف القطع الأثرية التي تروي تاريخ مصر عبر العصور، لتجعل من المتحف سجلًا حيًا للحضارة المصرية.

 

التعليقات