
ترامب يقبل "هدية قطر".. "القصر الطائر" في طريقه لواشنطن
كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة وافقت على استلام طائرة من طراز بوينج 747 كهدية من حكومة قطر، في خطوة تمهّد لتحويلها إلى الطائرة الرئاسية الجديدة "إير فورس وان" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في حال عودته إلى البيت الأبيض.
وقال شون بارنيل، المتحدث الرئيسي باسم البنتاجون، في بيان رسمي: "وافق وزير الدفاع على استلام طائرة بوينج 747 من قطر، وفقًا لجميع القوانين والأنظمة الفيدرالية"، مضيفًا أن وزارة الدفاع ستعمل على ضمان توافر جميع إجراءات الأمان والمتطلبات التشغيلية الخاصة بمهمة نقل رئيس الولايات المتحدة"، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
تعديلات أمنية على الطائرة
وتقول "نيويورك تايمز" إن مصادر صناعية قدرت قيمة الطائرة بنحو 200 مليون دولار، مشيرة إلى أنها بحاجة إلى تعديلات كبيرة لتصبح مؤهلة من الناحية الأمنية لنقل رئيس الدولة، وهي عملية قد تستغرق وقتًا وجهدًا كبيرين.
وفي السياق، قال سكرتير سلاح الجو الأمريكي، تروي ماينك، في شهادته أمام مجلس الشيوخ أمس الثلاثاء: "أي طائرة مدنية تحتاج إلى تعديلات واسعة. ونحن حاليًا ندرس ما يتطلبه الأمر لتحويل هذه الطائرة بالتحديد".
جدل بالكونجرس
وأثارت الخطة جدلًا واسعًا داخل الكونجرس الأمريكي، حيث عبّر عدد من المشرعين عن قلقهم من احتمال ضغط الرئيس ترامب للإسراع في تحويل الطائرة، دون استكمال أنظمة الأمان الضرورية مثل أنظمة الدفاع الصاروخي أو الحماية من آثار التفجيرات النووية الكهرومغناطيسية، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وقالت السناتور الديمقراطية عن ولاية إلينوي، تامي دكوورث، خلال الجلسة نفسها: "إذا أصر الرئيس ترامب على تحويل هذه الطائرة إلى إير فورس وان قبل عام 2029، فإنني أخشى من تعرضكم لضغوط قد تدفع إلى التهاون في الإجراءات الأمنية".
ولم يقتصر الجدل على الجوانب الأمنية، بل قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الأمر امتد أيضًا إلى البُعد السياسي والدبلوماسي، إذ تساءل أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي عن دوافع قطر، محذرين من احتمال أن تكون الهدية محاولة للتأثير على الرئيس ترامب، أو حتى احتمال احتواء الطائرة على أجهزة تجسس.
في المقابل، نفى رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، هذه المزاعم بشكل قاطع خلال تصريح علني أدلى به أول أمس الاثنين، مؤكدا أن تسليم الطائرة "نابع من احترام متبادل ورغبة في تعزيز الشراكة الثنائية".
وقال رئيس الوزراء القطري: "نحن دولة تسعى لبناء شراكات قوية وعلاقات صداقة متينة. وأي دعم نقدمه لأي دولة يأتي بدافع الاحترام المتبادل، والعلاقة بين قطر والولايات المتحدة علاقة متبادلة المنافع".