
عشرات الجثث المتناثرة مع الحطام.. شهود العيان يروون "حكايات الرُعب" مع مأساة الطائرة الهندية
تحطمت طائرة ركاب تابعة لشركة طيران الهند من طراز بوينج 787-8 (دريملاينر)، كانت متجهة إلى لندن وعلى متنها أكثر من 240 شخصًا، الخميس، في مدينة أحمد آباد شمال غرب الهند، ولم تتضح بعد حصيلة الناجين.
وتصاعدت أعمدة من الدخان الأسود من موقع التحطم في منطقة مأهولة بالسكان، بالقرب من مطار أحمد آباد الدولي، ما دفع السلطات الهندية والبريطانية لفتح تحقيقات وتعبئة فرق الإنقاذ.
مشاهد مروعة
تُظهر صور بثتها قنوات تلفزيونية محلية جهود رجال الإطفاء في إخماد حطام الطائرة المتصاعد منه الدخان، الذي كان مُحملًا بالكامل بالوقود بعد إقلاعها بقليل، والمباني المجاورة متعددة الطوابق.
وتناثرت العديد من الجثث المتفحمة على الأرض وحمل المسعفون إحداها على نقالة في مشهد يعكس هول الكارثة.
ووصف شاهد عيان ما حدث قائلًا: "كنت في المنزل عندما سمعنا صوتًا هائلًا، عندما خرجنا لنرى ما حدث، كانت هناك طبقة من الدخان الكثيف في الهواء، عندما وصلنا مكان الحادث كانت الجثث وحطام الطائرة المحطمة متناثرة في كل مكان".
وأضاف شاهد عيان ثانٍ: "سمعت صوتًا هائلًا من الانفجار"، كما وصف المنظر بالمرعب لما شاهده من حطام وجثث متناثرة في كل مكان، بجانب طبقة كثيفة من الدخان في الهواء.
وقال ضابط تابع لهيئة الإطفاء الهندية، جاياش خادي، إن سيارات الإطفاء هرعت إلى مكان الحادث لإخماد الحريق.
وقال مسؤول إن عددًا من الأشخاص المصابين تم نقلهم إلى المستشفى المدني بالمدينة.
ناجون من الحطام
وقال مسؤول كبير في الشرطة الهندية، إنه عُثر على ناجٍ واحد على المقعد 11A في الطائرة، كما عُثر على آخر في المستشفى يتلقى العلاج.
وأشار إلى أنه لا يُمكن الإفصاح عن عدد الوفيات حتى الآن، وقد يرتفع عدد القتلى، نظرًا لتحطم الطائرة في منطقة سكنية، وفقًا لوكالة أنباء "ANI".
تفاصيل الحادث
وصرّح فايز أحمد كيدواي، المدير العام للطيران المدني الهندي، بأن طائرة الخطوط الجوية الهندية رقم 171، من طراز بوينج 787-8، تحطمت في منطقة ميجاني ناجار السكنية بعد خمس دقائق من إقلاعها الساعة 1:38 مساءً بالتوقيت المحلي.
وأضاف أن 244 شخصًا كانوا على متن الطائرة، وأنه لم يتسن على الفور التوفيق بين هذا التناقض وأرقام الخطوط الجوية الهندية، التي ذكرت في وقت سابق وجود 242 شخصًا.
وهرعت سيارات الإطفاء إلى مكان الحادث لإخماد الحريق، وتم نقل عدد من المصابين إلى المستشفى المدني بالمدينة.
وتحدث رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، مع وزير الداخلية الاتحادي أميت شاه، ووزير الطيران المدني رام موهان نايدو، وطلب منهما التوجه إلى أحمد آباد لضمان تقديم كل مساعدة ممكنة للمتضررين.
وأكد وزير الطيران المدني الهندي على موقع "X"، أن فرق الإنقاذ حُشدت، وبذل كل الجهود لضمان تقديم المساعدات الطبية ودعم الإغاثة في الموقع.
وأعلن الجيش الهندي في بيان، أن فرقه تُساعد السلطات المدنية في إزالة الحطام والمساعدة في علاج المصابين.
أول تحطم لـ"بوينج 787"
يُعد هذا الحادث أول تحطم لطائرة بوينج 787 دريملاينر على الإطلاق، وفقًا لقاعدة بيانات شبكة سلامة الطيران. وتُعرف طائرة 787 دريملاينر بأنها طائرة عريضة البدن بمحركين، تم تقديمها في عام 2009 وتسليم أكثر من 1000 طائرة منها لعشرات شركات الطيران حول العالم.
وقالت شركة بوينج، إنها على علم بالتقارير التي تحدثت عن تحطم الطائرة، وإنها "تعمل على جمع المزيد من المعلومات".
وفي السياق ذاته، قال مستشار الطيران جون إم. كوكس، الرئيس التنفيذي لشركة أنظمة التشغيل الآمنة، لوكالة أسوشيتد برس، إن الصور الأوليّة للحادث تظهر أن الطائرة كانت مقدمتها مرفوعة ولم تكن ترتفع، وهو أحد الجوانب التي سينظر إليها المحققون.
وأضاف كوكس: "في هذه المرحلة، ما زال الوقت مبكرًا جدًا، ولا نعرف الكثير. لكن طائرة 787 تتمتع بمراقبة شاملة لبيانات الرحلة.. لذا بمجرد حصولنا على هذا المسجل، سيتمكنون من معرفة ما حدث بسرعة كبيرة".
حوادث في الهند
انخفضت أسهم شركة بوينج بنحو 9% قبل افتتاح التداول في الولايات المتحدة، ما يعكس القلق المتزايد بشأن سمعة الشركة بعد سلسلة من المشكلات المتعلقة بطراز 737 ماكس، فكانت بوينج في حالة تعافٍ لأكثر من ست سنوات بعد سقوط طائرة ليون إير الرحلة 610 من طراز بوينج 737 ماكس 8 في بحر جاوة عام 2019، وتحطم طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية الرحلة 302 من الطراز ذاته عام 2020، ما أسفر عن مقتل جميع الركاب وأفراد الطاقم في الحادثين.
فيما يتعلق بالهند، كان آخر حادث تحطم طائرة ركاب كبير في البلاد، عام 2020، عندما انزلقت طائرة بوينج 737 تابعة لشركة طيران الهند إكسبريس من على مدرج على قمة تل في جنوب الهند، ما أسفر عن مقتل 21 شخصًا، أما أسوأ كارثة جوية في الهند فكانت 12 نوفمبر 1996، عندما اصطدمت طائرة تابعة للخطوط الجوية العربية السعودية بطائرة تابعة للخطوط الجوية الكازاخستانية في الجو، ما أسفر عن مقتل 349 شخصًا.
ويأتي الحادث الأخير قبل أيام من افتتاح معرض باريس الجوي، وهو معرض طيران رئيسي ستعرض فيه شركة بوينج ومنافستها الأوروبية إيرباص طائراتهما وتتنافسان على طلبيات الطائرات.