
معركة الرموز مشتعلة في البيت الأبيض.. "قبضة ترامب المرفوعة" أطاحت بأوباما
كشفت وسائل إعلام أمريكية أن البيت الأبيض، قام بتعليق لوحة فنية تخلّد لحظة نجاة الرئيس دونالد ترامب من محاولة الاغتيال التي تعرض لها في يوليو 2024، لتحل محل صورة للرئيس السابق باراك أوباما في موقع بارز داخل البيت الأبيض.
ونشر دان سكافينو، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض، صورًا على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر لوحة ترامب وهي تحل محل صورة أوباما في أسفل الدرج الكبير، بحسب ما ذكره موقع "ذا هيل" الإخباري.
وأكدت شبكة "سي إن إن" أن اللوحة الجديدة تم تعليقها في قاعة المدخل الكبرى للبيت الأبيض، وهو أحد أكثر المواقع بروزًا في الجناح الشرقي، حيث يراها الضيوف خلال المناسبات الرسمية.
تُظهر اللوحة الرئيس ترامب وهو يرفع قبضته اليمنى متحديًا بعد نجاته من محاولة الاغتيال في تجمع انتخابي بمدينة بتلر بولاية بنسلفانيا، مع ظهور الدماء على وجهه والعلم الأمريكي يرفرف خلفه، إذ أصبح هذا المشهد رمزًا للقوة والصمود خلال حملته الانتخابية التي انتهت بفوزه وعودته إلى البيت الأبيض في يناير 2025.
وصرّح هاريسون فيلدز، المتحدث باسم البيت الأبيض، بأن صورة أوباما "لا تزال موجودة في قاعة المدخل بالطابق الرئيسي للبيت الأبيض"، لكنها نُقلت إلى المكان الذي كان يشغله سابقًا لوحة الرئيس جورج دبليو بوش، كما أفادت "ذا هيل".
وأضافت "سي إن إن" أن صورة بوش نُقلت لتكون بجانب صورة والده بالقرب من درج قريب.
وفقًا للتقليد المتبع في البيت الأبيض، يتم منح صور أحدث الرؤساء الأمريكيين المكان الأكثر بروزًا في مدخل المقر التنفيذي.
ورغم أن اللوحة الرسمية للرئيس ترامب لم يتم الكشف عنها بعد، إلا أن مسؤولًا قال لشبكة "سي إن إن" إن الرئيس أراد لهذه اللحظة من بتلر أن تحتل هذا الدور البارز في الوقت الحالي.
وليس غريبًا أن يتم إعادة ترتيب الصور الرئاسية في البيت الأبيض بعد دخول رئيس جديد إلى المكتب البيضاوي، إذ عادةً ما يتم نقل الصور بترتيب تنازلي عبر قاعة الممر لاستيعاب إضافة صور رئاسية جديدة، كما يمكن عرضها أيضًا بجوار الدرج الكبير المؤدي إلى مقر الإقامة.
وذكرت "سي إن إن" أن هذه الخطوة تُذكّر بقرار اتخذه ترامب خلال فترة رئاسته الأولى، عندما استبدل صور بيل كلينتون وجورج دبليو بوش في قاعة المدخل الكبرى، مفضلًا إبراز صور الرئيسين السابقين ويليام ماكينلي وثيودور روزفلت.
وتم إدخال اللوحة الجديدة إلى الجناح الغربي في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، وعُلّقت دون احتفال كبير صباح يوم الجمعة، وفقًا لشخص مطّلع على الأمر أوردت تصريحاته شبكة "سي إن إن".
ونشأ التقليد الرسمي للصور الرئاسية في أوائل الستينيات من القرن الماضي تحت إشراف السيدة الأولى جاكلين كينيدي، وفقًا لبيتي مونكمان، أمينة البيت الأبيض السابقة، كما ذكرت "سي إن إن".
وقبل ذلك، كانت هناك سياسة "عشوائية نسبيًا"، حيث كان يتم تمويل الصور من قبل الكونجرس أو بتكليف من الأصدقاء أو من قبل الرئيس نفسه.
تموّل جمعية البيت الأبيض التاريخية، وهي منظمة غير ربحية، الصور الرئاسية الرسمية.
ولم تتضح بعد تفاصيل حول مصدر لوحة ترامب الجديدة والفنان الذي رسمها ومن دفع تكاليفها، لكن يبدو أنها مستوحاة من صور التقطها مصوّرو وكالة "أسوشيتد برس" وصحيفة "نيويورك تايمز" في لحظات ما بعد محاولة الاغتيال في تجمع بتلر.
في سياق متصل، أشارت "سي إن إن" إلى أن الصور الرسمية للرئيس والسيدة الأولى لمجموعة المعرض الوطني للصور بمؤسسة "سميثسونيان" قيد الإعداد حاليًا، على الرغم من عدم الإعلان عن موعد للكشف عنها.
وسيتم تمويل كلتا الصورتين من خلال أموال تم جمعها بشكل خاص، بما في ذلك تبرع بقيمة 650,000 دولار من لجنة العمل السياسي "سيف أمريكا" التابعة لترامب، بالإضافة إلى تبرعات خاصة أخرى.
يحمل اختيار ترامب لهذه اللوحة بالتحديد لتحل محل صورة سلفه باراك أوباما رسائل سياسية متعددة، إذ إن اللحظة التي تجسدها اللوحة تحولت إلى رمز قوي استخدمه ترامب خلال حملته الانتخابية لتعزيز صورته كقائد صامد في وجه التهديدات.
كما أن توقيت هذا التغيير، بعد أشهر قليلة فقط من تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة في يناير 2025، يعكس رغبته في ترسيخ رمزية خاصة به منذ بداية فترة رئاسته الثانية، وتأكيد رؤيته لنفسه كشخصية تاريخية ذات مكانة خاصة في تقاليد البيت الأبيض.
وعلى عكس التقليد المعتاد بانتظار رسم اللوحة الرسمية للرئيس، فضّل ترامب تخليد لحظة محاولة الاغتيال كصورة رئيسية له؛ مما يشير إلى أهمية هذه اللحظة في مساره السياسي وفي كيفية رغبته بأن يُتذكر تاريخيًا.