كشف الاتحاد الأوروبي إنه عرض على الولايات المتحدة صفقة تعريفات جمركية "صفر مقابل صفر" على السيارات والسلع الصناعية قبل أسابيع من إطلاق دونالد ترامب حربه التجارية، لكنه "لن ينتظر إلى ما لا نهاية" للدفاع عن نفسه.

وبحسب صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، قال ماروس شيفتشوفيتش، مفوّض التجارة بالاتحاد الأوروبي، إنه اقترح إلغاء الرسوم الجمركية على السيارات ومجموعة من السلع الصناعية، مثل المنتجات الصيدلانية والمطاط والآلات، خلال اجتماعه الأول مع وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك في 19 فبراير الماضي.

وذكر أنَّ الاتحاد الأوروبي لا يزال منفتحًا على المحادثات، في حين أشار إلى أنه لن يتم التوصل إلى أي شيء قريبًا: "نحن الآن في المراحل الأولى من المناقشات، لأن الولايات المتحدة لا تنظر إلى الرسوم الجمركية باعتبارها خطوة تكتيكية، بل كإجراء تصحيحي".

وأضاف: "بينما يظل الاتحاد الأوروبي منفتحًا على المفاوضات ويفضلها بشدة، فإننا لن ننتظر إلى ما لا نهاية"، وعدّد إجراءات الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك التدابير المضادة الانتقامية.

فيما أوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي عرض رسوم جمركية صفرية على السلع الصناعية وأن هذا العرض لا يزال على الطاولة.

ومع ذلك، في المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء أمس الاثنين، لم يظهر ترامب أي اهتمام بالعرض، وصرّح للصحفيين بأن إلغاء الرسوم الجمركية تمامًا لن يحدث، مضيفًا: "لقد كان الاتحاد الأوروبي سيئًا للغاية معنا سيضطرون لشراء الطاقة منا، لأنهم بحاجة إليها، وسيضطرون لشرائها منا إذا استطاعوا، يمكننا توفير 350 مليار دولار في أسبوع واحد".

كان "شيفتشوفيتش" رفض في وقت سابق الاقتراحات التي تشير إلى أن دول الاتحاد الأوروبي ستتخلى عن ضريبة القيمة المضافة، وهي إحدى مظالم ترامب.

وأكد أن الاتحاد الأوروبي بذل "بعض الوقت والجهد" لشرح آلية عمل ضريبة المبيعات لنظرائه الأمريكيين، مشيرًا إلى تطبيقها في أكثر من 160 دولة .

وأضاف: "نحن مستعدون للمناقشة ودراسة الأمور، ولكن يجب أن يكون الحل مفيدًا للطرفين".

من المقرر، أن تصوّت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، غدًا الأربعاء، على جولة أولى من الإجراءات الانتقامية المحتملة، ردًا على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصلب والألمنيوم التي أعلن عنها الشهر الماضي .

وتعهّد الاتحاد الأوروبي باستهداف سلع أمريكية رمزية بقيمة تصل إلى 26 مليار يورو (22.3 مليار جنيه إسترليني)، مثل دراجات هارلي ديفيدسون النارية وعصير البرتقال والجينز، من خلال فرض رسوم جمركية من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ اعتبارا من 15 أبريل الجاري.