وداعًا "الولد الشقي" حسن يوسف.. حكاية نصف قرن من التألق على الشاشات
رحيل هادئ بهدوء طبعه، بعد خبرة ونضج أثرى بهما الفنان الكبير حسن يوسف الساحة الفنية بالكثير من الأعمال الفنية، وشكّل علامة فارقة في تاريخ الفن المصري، بأعمال ستظل خالدة في نفوس محبيه.
رحل عن عالمنا "الولد الشقي" حسن يوسف، صباح الثلاثاء، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا ضخمًا يجسد مسيرة طويلة من الإبداع والعطاء. على مدار تسعين عامًا، أسهم يوسف في إثراء الساحة الفنية بأعمال ستظل خالدة في ذاكرة محبيه، مبرزًا موهبة فريدة جعلته واحدًا من أبرز نجوم السينما المصرية.
وأعلن الفنان منير مكرم، عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية المصرية، أن جثمان حسن يوسف سيشيع من مسجد الشرطة في الشيخ زايد، بعد صلاة العصر.
يأتي ذلك بعد أيام ثقيلة عاشها الراحل عقب فقدان ابنه الغريق، وهو ما أثر عليه بشكل عميق ودفعه للاختفاء عن الأضواء، إذ كانت الأيام الأخيرة من حياة حسن يوسف ثقيلة عقب رحيل نجله غرقًا العم الماضي؛ ليقرر بعدها أن يختفي عن الأنظار، ويعيش حياته في صمت شديد، وزهد ويقرر أن يقضي الأيام الأخيرة من حياته بين عائلته بعيدًا عن الأضواء.
بدأت رحلة حسن يوسف الفنية من المسرح المدرسي، ليجد نفسه بعد ذلك على خشبة المسرح القومي، حيث اكتشفت موهبته على يد الفنان حسين رياض. كانت انطلاقته الحقيقية من خلال فيلم "أنا حرة" في أوائل الستينيات، والذي وضعه على خريطة السينما المصرية.
تميز حسن يوسف بتقديم أدوار متنوعة، من "الولد الشقي" إلى الرجل الملتزم. كانت الستينيات والسبعينيات هي ذروة تألقه، حيث قدم العديد من الأفلام الخالدة، و"الباب المفتوح"، و"أم العروسة"، كما قام بإخراج وإنتاج نحو 8 أفلام، عاكفًا على تقديم الأعمال التي تعكس رؤيته الفنية.
في مجال الدراما، قدم حسن يوسف مجموعة من الأعمال المميزة، من أبرزها "ليالي الحلمية" و"إمام الدعاة"، حيث جسد شخصية الشيخ محمد متولي الشعراوي، والتي تعد علامة فارقة في مشواره تاركًا أثرًا كبيرًا في قلوب المشاهدين.
كانت تلك الأعمال خير تعبير عن قدرته على تجسيد الشخصيات بشكل مؤثر.
تزوج حسن يوسف في بداية مشواره من الفنانة لبلبة، ثم تزوج شمس البارودي التي رافقته في مشواره الفني.
أثرت عائلته في مسيرته، خصوصًا بعد فقدان ابنه، الذي كان سببًا رئيسيًا في اتخاذه قرار الاعتزال.
رحيل حسن يوسف يُعد خسارة كبيرة للساحة الفنية، ولكن أعماله ستظل حية في قلوب الجماهير. لقد ترك وراءه إرثًا ثقافيًا يُعبر عن عبقريته وموهبته الفريدة، وسيظل اسمه علامة فارقة في تاريخ الفن المصري، يُذكر دائمًا كأحد أساطين السينما والدراما.