يجتاح إعصار ميلتون ولاية فلوريدا الأمريكية بقوة غير مسبوقة، مُخلِّفًا وراءه دمارًا هائلًا وحالة من الرعب بين السكان، إذ إنه مع رياح تتجاوز سرعتها 120 ميلًا في الساعة، وأمواج يصل ارتفاعها إلى 28 قدمًا.

ويضرب هذا الإعصار ساحل الولاية الأمريكية بعنف، ليس فقط بقوته المدمرة، ولكن أيضًا بتأثيره الكارثي على البنية التحتية للولاية.

وحلّ الظلام الدامس على أكثر من مليون منزل وشركة، بعد انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، وهرع الملايين للنجاة بأرواحهم، وسط تصاعد التحذيرات من فيضانات "كارثية" وعواصف قد تكون الأسوأ في الذاكرة الحديثة.

وأشارت وكالة "أسوشيتد برس" إلى أن إعصار ميلتون تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من مليون منزل وشركة في ولاية فلوريدا الأمريكية، ما أدى إلى حالة من الفوضى والذعر بين السكان، وتركزت معظم حالات الانقطاع في مقاطعتي ساراسوتا وماناتي.

وأظهرت لقطات مروعة، نشرتها محطة ABC7NY على موقع إنستجرام، إعصارًا مرتبطًا بميلتون، وهو يمزق خطوط الكهرباء في مدينة ويلينجتون، كما شُوهِدت السيارات تهرب مسرعة من الشرر المتطاير، في مشهد عكس حجم الخطر الذي يواجهه السكان.

وصل إعصار ميلتون إلى اليابسة كعاصفة من الفئة الثالثة مساء أمس الأربعاء، ورغم أن هذا التصنيف يشير فقط إلى سرعة رياح ميلتون، حذر خبراء الأرصاد الجوية من أن هذه العاصفة قد تكون واحدة من أسوأ العواصف.

قبل وصول الإعصار الرئيسي، تعرضت فلوريدا بالفعل لأمطار غزيرة وموجة قوية من الأعاصير، ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، صدر ما لا يقل عن 90 تحذيرًا من الأعاصير في جميع أنحاء الولاية أمس الأربعاء.

وأيضًا، رُصِدَ هبوب أعاصير في منطقتي إيفرجليدز وفورت مايرز، مع تحذيرات من احتمال ظهور المزيد في وسط وجنوب فلوريدا.

وسجلت سرعة الرياح على اليابسة أكثر من 120 ميلًا في الساعة، مع هطول عدة بوصات من الأمطار، ونتيجة لذلك، بدأ وضع فيضاني "كارثي" في التطور بمنطقة خليج تامبا.

هذه الظروف الجوية القاسية تشكل تهديدًا كبيرًا لسلامة السكان، وتضع ضغوطًا هائلة على البنية التحتية للولاية، كما يشير خبراء الأرصاد الجوية إلى أن الخطر الأكبر الذي يشكله إعصار ميلتون يتمثل في جدار المياه المعروف باسم "عرام العواصف".

في البداية، كان يُخشى أن يصل ارتفاع هذا الجدار المائي إلى 15 قدمًا، لكن التوقعات الحالية تشير إلى أنه سيصل إلى ارتفاع قياسي يبلغ 12 قدمًا.

ونشرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) لقطات مرعبة من كاميرا طائرة بدون طيار تظهر أمواجًا ضخمة تجاوز ارتفاعها 28 قدمًا، وهي ناتجة عن إعصار ميلتون، صاحبها رياح تتجاوز سرعتها 75 ميلاً في الساعة.

ومع اقتراب الإعصار، تم تفعيل جهود الطوارئ في جميع أنحاء الولاية، ووفقًا لموقع حاكم الولاية، نشرت وزارة الصحة في فلوريدا أكثر من 200 مركبة استجابة للطوارئ.

وتم حث السكان على الإجلاء، مع تحذيرات صارمة للذين يرفضون مغادرة منازلهم.

وفي خطوة مثيرة للقلق، نُصح سكان فلوريدا الذين رفضوا مغادرة منازلهم بكتابة أسمائهم على سيقانهم حتى تتمكن السلطات من التعرف على جثثهم في حالة حدوث الأسوأ.

وفقًا لـ"ديلي ميل"، يخوض الملايين من سكان فلوريدا سباقًا محمومًا مع الزمن للإجلاء قبل أن تضرب "عاصفة القرن" منطقة تامبا، في وقت متأخر الليلة.

وحذّر المسؤولون من أن أولئك الذين اختاروا البقاء ومواجهة إعصار ميلتون "سيتركون ليدبروا أمورهم بأنفسهم".