مع تراجع شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن، قبل انتخابات عام 2024، باتت أنظار فريق حملته الانتخابية تتجه نحو نجمة البوب الأمريكية تايلور سويفت، لتكون أيقونة الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة بسبب تأثيرها الكبير.

وأصبحت الفنانة البالغة من العمر 34 عامًا، التي اختارتها مجلة "تايم" شخصية العام 2023، في ذروة مسيرتها الفنية، إذ تُحطم كل الأرقام القياسية على الإطلاق، وتجاوزت إيرادات جولتها "The Eras Tour"، للمرة الأولى في تاريخ الموسيقى، حاجز المليار دولار "1,039 مليار دولار" في 60 حفلة، بدءًا من مارس إلى نوفمبر 2023.

وبحسب استطلاع للرأي نشره معهد ماريست، الثلاثاء الماضي، بلغت نسبة تأييد الأمريكيين لسويفت 70%، وهو رقم يحلم بتحقيقه جو بايدن، الذي صوّتت له سويفت في 2020، لكن شعبية الرئيس الديمقراطي المتراجعة منذ بدء ولايته، باتت الآن بحدود 40% من أصوات الأمريكيين، بحسب مجمع استطلاعات الرأي "FiveThirtyEight"، وهو ما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت تايلور سويفت ستتمكن من تحسين موقع جو بايدن عبر الدعوة إلى مساندته في 2024؟

ويقول ماثيو هاريس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بارك، إن تايلور سويفت كانت تحظى بشعبية عام 2020، لكن شعبيتها انتقلت إلى مستوى آخر، إذ باتت النجمة تحظى بشعبية كبرى لدى الشابات في سن التصويت، ويعول جو بايدن بقوة على هذه القاعدة الناخبة التي أوصلته إلى السلطة في عام 2020، لإعادة انتخابه، لكن في المقابل فإن استطلاعات الرأي ليست جيدة بالنسبة للديمقراطيين لدى فئة الشباب، خصوصًا منذ بدء الحرب الأخيرة في غزة، إذ ينتقد الكثيرون الدعم الكبير الذي تقدمه إدارة بايدن لحليفها الإسرائيلي.

وبحسب استطلاع آخر للرأي نشره معهد هارفارد في مطلع ديسمبر، فإن عدد الشباب الذين استُطلعت آراؤهم ويعتزمون "بالتأكيد" التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة تراجع إلى 49% في مقابل 57%، خريف 2019، وستكون نسبة المشاركة عمومًا، خصوصا مشاركة الشباب، أحد أهم عوامل الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأضاف ماثيو هاريس، أنه في هذا المجال تحديدًا يمكن أن يكون لتايلور سويفت التأثير الأكبر، إذ قال: "لا أعتقد أن الناس يقولون: "تايلور سويفت تدعم جو بايدن، لذلك سأصوت له"، مشيرًا إلى أن الأمر الأهم سيكون "قدرتها على تعبئة الناس وتشجيعهم على التسجيل للتصويت"، لأن "هؤلاء هم الأشخاص الذين لديهم استعداد للتصويت لجو بايدن".

وأوضح أن "السويفتيز"، الاسم الذي يُطلق على محبي نجمة البوب، يعيشون بشكل رئيسي في الضواحي السكنية الأمريكية، كما يضيف الخبير السياسي، وهي مناطق "ترجح كفة السياسة الأمريكية".

ونشرت تايلور سويفت رسالة على "إنستجرام"، سبتمبر الماضي، دعت فيها متابعيها البالغ عددهم 272 مليون شخص إلى استخدام منصة Vote.org للتسجل على اللوائح الانتخابية، ونتيجة ذلك.. أحصت المنظمة أكثر من 35 ألف تسجيل جديد لأسماء في ذلك اليوم أي بارتفاع نسبته 23% مقارنة مع اليوم نفسه في العام السابق، وهو ما يشكل دليلًا إضافيًا على التأثير الواسع النطاق للمغنية.