في مثل هذا اليوم توفى الشيخ أبو العينين شعيشع،عام 2011، ويعد من أحد أبرز القراء المصريين في دولة التلاوة المصرية الذين ساهموا في تأسيس نقابة القراء، وتولى مهامها بعد وفاة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.

 

ولد الشيخ أبو العينين عام 1922 بمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، وحين ألحقته أسرته بالكتاب لحفظ القرآن الكريم فى عامين، وأثناء وجوده فى الكتاب كان يتلو القرآن طفلا بين زملائه فى الكتاب فسمعه ذات مرة الشيخ يوسف شتا، شيخ الكتاب، وتنبأ له بمستقبل عظيم، وأثناء دراسته الابتدائية كانوا ينتدبونه لتلاوة بعض آيات من القرآن فى المناسبات، وأحب الجميع تلاوته، وسرعان ما ذاع صيته فى المحافظة كلها والمحافظات المجاورة.

 

 بدأت شهرته عندما استعان به محافظ الدقهلية لإحياء حفل ذكرى الشهداء بمدينة المنصورة، وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره وأعجب الجميع بصوته، كما أعجب به الشيخ عبدالله عفيفى إمام القصر الملكى الذى نصحه بالتقدم لاختبارات الاعتماد بالإذاعة، وبالفعل تقدم للاختبار، ونجح واعتمد قارئا بالاذاعة عام 1939، وعمره لم يتجاوز السابعة عشرة ليصبح بذلك أصغر قارئ معتمد بالإذاعة.

 

التلاوة في المسجد الأقصى 

وجهت له الدعوة عام 1940 من فلسطين ليكون قارئا للقرآن فى إذاعة الشرق الأدنى ومقرها يافا، وأمضى هناك عاما كاملا، وكان ينتقل إلى القدس كل جمعة لتلاوة قرآن الجمعة بالمسجد الأقصى ليصبح أول قارئ مصري يقرأ بالأقصى.

 

أسطوانات الشيخ محمد رفعت 

استعانت به الإذاعة المصرية فى استكمال تسجيل الأسطوانات المدبلجة وإصلاح الأجزاء التالفة لصوت الشيخ محمد رفعت نظرا للتشابه الكبير بين صوتيهما.

 

ويحكي الشيخ أبو العينين عن بدايته مع الأضواء، فقال: "بدأت رحلتي مع القرآن فى سن مبكرة، حيث تركت المدرسة وانتقلت إلى الكتاب لأتعلم القراءة وأحكامها وأحفظ القرآن، ولم يمض عامان حتى تحقق لى ما أريد، وانتقلت إلى إحياء الليالى والمآتم، وخرجت من نطاق قريتى فى الزعفران إلى المحافظات المجاورة".

 

وأضاف: "كان للشيخ الحصري قارئ الملك، دور كبير في تحديد مصيري، حيث قدمنى أمام الملك في الإذاعة برئاسة سعيد باشا لطفي الذى أعجب بصوتى، وطلب من فرجسون مدير الإذاعة التعاقد معى مقابل 12 جنيها بشرط الانتقال إلى القاهرة، فسكنت فى حدائق القبة فى شقة 6 حجرات بـ جنيه ونصف، وعن طريق الإذاعة أصبحت من المشاهير فى الإذاعات العربية".

 

 

نقيب القراء خلفا للشيخ عبد الباسط عبد الصمد 

عين الشيخ أبو العينين شعيشع قارئا لمسجد عمر مكرم بميدان التحرير عام 1969 ثم قارئا بمسجد السيدة زينب منذ عام 1992، وناضل فى السبعينات لتكوين نقابة للقراء من كبار قراء القرآن، وانتخب نقيبا للقراء عام 1988 خلفا للشيخ عبد الباسط عبد الصمد وظل نقيبا حتى وفاته، عن عمر 88 عاما.

 

يرى شعيشع أن القارئ المصري لا مثيل له فى العالم؛ فلكل من القراء مدرسة خاصة به فلا يقلد أحدا، وهناك قول مأثور بأن القرآن نزل بمكة وطبع فى أسطنبول، وقرئ فى مصر.

 

التكريمات والأوسمة التي حصل عليها الشيخ شعيشع 

شغل مناصب عدة، منها عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعميد المعهد الدولى لتحفيظ القرآن الكريم وعضو للجنة اختيار القراء بالإذاعة والتليفزيون وعضو للجنة عمارة المساجد بالقاهرة.

 

نال الشيخ شعيشع الكثير من الأوسمة، منها: وسام الرافدين من العراق ووسام الأرز من لبنان، ووسام الاستحقاق من سوريا وفلسطين.