إزاي ضحك علينا هنيدي وآدم وفؤاد ومصطفى شعبان ؟..

في سينما الألفينيات ما كان يُضحك. لكن هناك أيضا ما كان يُبكي، خصوصا بعد سنوات طويلة اكتشفت فيها حقائق علمية وفنية كثيرة، غفل عنها أغلب الجمهور الذي ساهم في نجاح عدد من الأفلام، وساهم أيضا في الترويج لعدد من الممثلين والظواهر.
بعد نحو 16 سنة اكتشف كثير من جمهور السينما كيف كان مضحوكا عليه بأفلام كشفها الزمن، فصاروا يراجعون أنفسهم ويسألونها "هو إحنا كنا بنضحك على إيه؟، هو إحنا عمل في نفسنا كده ليه؟".
* وطنية "صعيدي في الجامعة الأمريكية"
اسم إسرائيل وحده كافيا أن يثير فيك وقتها نبرة الوطنية. استغل هذا المؤلف مدحت العدل في فيلمه "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، وذلك في مشهد تظاهرة في الجامعة يحرق فيها خلف (محمد هنيدي) وبقية زملائه علم إسرائيل، دون مبرر درامي.
العدل أيضا من خلال فيلم "مافيا" جعل رئيس العصابة التي كانت تطاردها الجهة السيادية المصرية، إسرائيلي، إلا أن الغريب أن عصابة الشر تلك كانت تخطط لاغتيال بابا الفاتيكان، التي لا تربطها بإسرائيل أي مشاعر عداوة.
أما في "همام في أمستردام" فكان كافيا أن يأتي أحد الممثلين بأغنية "الحلم العربي" حتى تدمع عيون بقية زملائه، الذين يحتضنون بعضهم بعد سماعها.
* مصطفى شعبان ممثل "مافيا" الأول
"مصطفى شعبان مسح أحمد السقا بأستيكة". "مصطفى شعبان أكل أحمد السقا". "مصطفى شعبان هو أهم ممثلي هذا الجيل". "مصطفى شعبان يصلح لأن يكون نجم شباك". هذه الجمل وغيرها الكثير كان يتداولها الجمهور الذي خرج مبهورا (مش عارف ليه) بأداء مصطفى شعبان في فيلم "مافيا"، ما جعل المنتجين يتهافتون عليه كي يكون نجمهم القادم، وبالفعل نجحوا في الحصول على توقيعه لتقديم فيلم رومانسي بعنوان "أحلام عمرنا" مع منى زكي، والذي احتوى على الجملة الشهيرة التي صارت أيقونة لـ"الأفورة" في سينما الألفية الجديدة وهي "محدش بينجرح قوي إلا لما بيحب قوي".
الفيلم طبعا لم يلق أي نجاح جماهيري يذكر، فانزوى مصطفى سينمائيا، واتجه إلى التليفزيون.
* أحمد آدم ممثل كوميدي
ممثل كوميدي + سيناريو خفيف + عدد لا بأس به من الإيفيهات + أغنية مالهاش دعوة بالفيلم = فيلم ناجح. كانت هذه هي المعادلة، فلا يهم من هو الممثل الكوميدي ولا يهم جودة السيناريو، أما الإيفيهات والأغنية فأي حاجة والسلام، والناس عايزة تضحك وتغني.
أحمد آدم كان من الرعيل الأول الذي قدم أفلاما كوميدية إلى جوار هنيدي والراحل علاء ولي الدين، حيث قدم في البداية "ولا في النية أكون فيليبينة" وبعدها "شجيع السيما"، ثم انطلقت مسيرته التي توقفت سريعا.
بنظرة بسيطة على أفلام آدم، فلا تجد لها طعما أو رائحة أو لونا ولا كوميدية، حتى أن القنوات الفضائية بعد كل هذا العمر تجاهلتها بقسوة مبررة في الحقيقة.
* نجاح أفلام محمد فؤاد
لا أعرف إلى الآن سببا علميا أو تاريخيا أو حتى جغرافيا لنجاح أفلام محمد فؤاد، بالرغم من موهبته الغنائية الكبيرة. نعم فؤاد هو من قاد هذه السينما بفيلمه الأول "إسماعيلية رايح جاي" مع خالد النبوي ومحمد هنيدي، لكنه بعد ذلك قدم أعمالا مدهشة في تواضعها، لكنها كانت تنجح، حتى أفاق الناس واستجمعوا قواهم الفنية وأعلنوا رفضهم له، حتى بعد محاولاته المستميتة لإعادة تجربة "إسماعيلية رايح جاي" مرة بأحمد آدم ومرة أخرى برامز جلال.
التعليقات