حكاية مطار لارناكا مع خطف الطائرات المصرية.. يوسف السباعي أشهر الضحايا
Tuesday, March 29, 2016 - 13:09
كتب:
أعادت حادثة خطف الطائرة المصرية، وهبوطها بمطار لارنكا بقبرص، إلى الأذهان، واقعة خطف مماثلة، شهدها المطار نفسه قبل 38 عاما، حينما اختطفت جماعة إرهابية طائرة، كانت تقل الأديب الراحل يوسف السباعي، وقامت باغتياله في فبراير 1978.
بدأت الواقعة بوصول الأديب المصري الكبير، يوسف السباعى وزير الثقافة في ذلك الوقت، إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا، على رأس الوفد المصري المشارك فى مؤتمر التضامن "الأفروآسيوى" السادس، وبصفته أمين عام منظمة التضامن الإفريقى الآسيوي، وقبل أن يتوجه "السباعي" إلى قاعة المؤتمر، توقف أمام منفذ لبيع الكتب والجرائد المجاور للقاعة، ليفاجأ بـ3 رصاصات أودت بحياته.
وبعد أن أعلنت جماعة أبو نضال الإرهابية، وهي جماعة انشقت عن منظمة التحرير الفلسطينية، مسؤوليتها عن الحادث، وزعمت أنها قتلت السباعى لأنه ذهب إلى القدس برفقة الرئيس الراحل أنور السادات، احتجزت الجماعة 30 من أعضاء الوفود المشاركين فى مؤتمر التضامن كرهائن، واحتجزوهم فى كافيتيريا الفندق مهددين باستخدام القنابل اليدوية فى قتل الرهائن، ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما جوًا إلى خارج البلاد.
واستجابت السلطات القبرصية لطلب الإرهابيين، ووفرت لهم طائرة قبرصية بمطار لارنكا، حيث أطلق الإرهابيون سراح معظم الرهائن بينما واصلوا احتجاز 11 رهينة من بينهم 4 رهائن مصريين، ثم أقلعت بهم الطائرة من قبرص لكن عدة دول رفضت أن تهبط بها طائرة الرهائن من بينها ليبيا وسوريا واليمن، وبعد هبوط اضطرارى فى جيبوتى تقرر عودة الطائرة إلى مطار لارنكا.
وبعد يوم من دفن يوسف السباعى، أرسل السادت طائرة تقل مجموعة من رجال الصاعقة إلى قبرص بغرض القبض على القاتلين وتحرير الرهائن المحتجزين على متن الطائرة القبرصية، وفى السادسة مساء طلب قائد الطائرة العسكرية المصرية رخصة للهبوط فى مطار لارنكا مدعيًا أنه على متن الطائرة وزير مصري حضر خصيصًا للتفاوض مع القاتلين، لكن سرعان ما اكتشف القبارصة، أن الطائرة تحمل رجال صاعقة مصريين، ليبدأ الاشتباك بين الطرفين، في معركة استمرت قرابة 50 دقيقة وأسفرت عن تدمير الطائرة العسكرية المصرية، وقتل 15 من رجال الصاعقة المصريين، من إجمالي 80 مقاتل مصري، وجرح على ما يزيد على 80 مصابًا من الطرفين، وتم القبض على من تبقى من قوات الصاعقة المصرية، قبل أن ينجح الدكتور بطرس بطرس غالى وزير الدولة للشئون الخارجية في ذلك الوقت، في إعادتهم.
وبعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع قبرص، حكمت المحكمة القبرصية، على أعضاء الجماعة الإرهابية، بالاعدام، ليقوم الرئيس القبرصي، بتخفيف الحكم على السجن المؤبد، قبل أن يتم الإفراج عنهم وتهريبهم خارج قبرص.
التعليقات