"أردوغان " عن "الإعدام": في القاهرة "جريمة".. وفي السعودية "شأن داخلي"!
"للأسف مازال الغرب يحجم عن اتخاذ موقف إزاء السيسي - في الوقت الذي يلغي فيه الغرب عقوبة الإعدام لديه - ويقف موقف المتفرج على قرارات الإعدام هذه في مصر، ولا يتخذ أي إجراء بهذا الخصوص".. بهذه الكلمات انتقد السلطان العثماني المزعوم رجب طيب أردوغان، صدور أحكام بالإعدام ضد متورطين في العنف وأعمال إرهابية بمصر التي يتخذ الرجل موقفاً معادياً لها .
الحدث ذاته يتكرر، حينما نفذت المملكة العربية السعودية أحكام الإعدام بحق 47 إرهابي، وليس إصدار أحكام فحسب كما الحال في مصر، لكن موقف رجب لم يكن طيباً أبداً، فمدعي الزعامة المؤيد لتنظيم الإخوان الإرهابي تجرد من ثوبه الحقوقي، وتناسى مشاعره المرهفة ، وأعلن رفضه الاعتراضات التي توجهها بعض الحكومات للملكة العربية السعودية، ليس ذلك فحسب فالحاكم الإخواني رد على هؤلاء برد المصريين عليه وقتما إعترض علي الأحكام الصادرة بحق الإخوان :" شأن داخلي".
بالتأكيد الوضع في المملكة، يختلف عن الوضع في مصر، وإصدار أحكام الإعدام بالقاهرة، أقسي من تنفيذها في الرياض.. فمشاهد أم الدنيا تُوجع قلب السلطان، لكن يراها بلسماً في الرياض يداوي جروحاً تسبب فيه النظام المصري بإقصاء إخوانه من الحكم وإبعادهم من مقر صناعة القرار، الذي كان من المفترض أن يمكنهم ويمكنه من تنفيذ ما يحيكه تنظيمهم الدولي للمنطقة برمتها .
لم يكن شيئاً مفاجئاً للمراقب "غير الجيد" للمشهد، فأردوغان، الذى ولد فى حى «قاسم باشا» فى مدينة «إسطنبول»، كان على بعد خطوات من استعادة أحلام السلطنة العثمانية التى تسيطر عليه، بعدما أصبح الرجل صاحب النفوذ السياسى الأقوى فى تاريخ تركيا الحديثة بعد مؤسس الجمهورية كمال أتاتورك، لكن ما حدث لجماعته في مصر هدد طموحه التوسعي وحطم آمال الخلافة التي لطالما سعي إليه السلطان .